متى ستتخلصون من المستشارين و"الخبراء" المرتزقة لرجال "العمايل" (الذين لا علاقة لهم برجال الأعمال الحقيقيين) والذين أصموا آذاننا مع الكرونيكارات المرتزقة… قبل الكورونا بضرورة تطبيق تعليمات صندوق النقد فيما يتعلق بالمديونية برفض المطالبة بإعادة جدولتها وعدم المطالبة بإلغاء جزء منها وخصوصا الديون الكريهة…وفصل البنك المركزي بنك الدولة الإجتماعية عن الدولة.. وتسليمه في طبق من ذهب للبنوك التي استشرت من ذلك.. وللاقتصاد الريعي الفاسد… وأصحاب رخص التوريد والتصدير وحتى للمحتكرين منهم… طبق وصفات الايديولوجيا النيوليبرالية المتوحشة..
و بشرونا "بالإصلاحات" التخريبية الكبرى للقطاع العمومي وصندوق التعويض… والدفاع عن إمضاء اتفاقية الأليكا التي ستخرب فلاحتنا التي لولاها لربما شاهدنا المجاعة في زمن الوباء هذا..وتقضي على قطاع الخدمات لدينا…
والتقليص من النفقات الاجتماعية وكتلة الأجور العمومية بما يعني مزيدا من تهميش الصحة العمومية التي لولا ما تبقى منها لكنا الآن في بئس المصير… وتخريب التربية والنقل العموميين لفائدة القطاع الخاص ومنه الموازي…
وعوض استخلاص ديون الشركات الكبرى الهائلة، الدعوة لتخفيض الضرائب عنهم… والتغاضي عن اتخاذ الآليات الواجبة لضم الاقتصاد الموازي للاقتصاد المنظم الذي يتعامل معه رجال العمايل والمحتكرين المجرمين…
وعدم تطبيق شعار من أين لك هذا وتعويضه صلفا بتصريح على الشرف لذر الرماد على العيون ازداد استشراء الفساد من خلفه… وبينت التجربة بما فيه الكفاية فولكلوريته..
الخ…
وتحميل الأجراء وضعاف الحال والفلاحين والشركات الصغرى والمتوسطة والشركات المنتجة الكبرى عبئ ما يقترفه هؤلاء وما يجنونه من أرباح غير مشروعة وغير شرعية…
الخ… من الجرائم والانتهاكات ضد الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمواطن التونسي رغم أنها مضمونة بالدستور التونسي وعلى الدولة ضمانها…
السيد رئيس الحكومة…مراسيمكم الأولى لا تبشر بذلك… لقد كانت لكم فرصة أمام حنق الناس على التخريب الذي اقترفته النيوليبرالية المتوحشة المطبقة منذ الثورة… لتكونوا رجل دولة في هذه الأزمة…
وكان بإمكانكم القيام بالفيراج الواجب في المجال الإقتصادي والاجتماعي… وأنتم تعرفون ما يعني ذلك.. فحتى العديد من المنظرين لليبرالية غير المتوحشة أصبحو يطالبون بجزء من متطلباته..
وكان بإمكانكم أن تتعاونوا في المجال مع من من الخبراء الحقيقين الذين لهم نظرة اجتماعية ولا يدافعون عن مصالح الأقلية التي لا تقودها المصلحة الوطنية…
ولكنكم خيرتم لحد الآن أن تبقوا رجل سياسة…ورجل السياسة في تونس بعد الثورة عمره قصير… وأنتم سيد العارفين…