تعرفون الحشاشين، تلك الفرقة الاسماعلية التي اسس بها الحسن الصباح امارة في قلعة " الموت". يتحدث فولتير عن الحسن الصباح فيقول" كان يُعطي اتباعه مذاقا اوليا عن الجنة فيحولهم الي مؤمنين متعصبين له".
كان يُعطي اتباعه حشيشا يجعلهم يغيبون عن الوعي ثم يُحمَلون الي قصر وعندما يعود لهم الوعي يجدون أنفسهم في حضرة جواري جميلات وكل ما لا يليق ذكره في هذا الشهر الفضيل. يُقال لهم أنتم الان في الجنة. ثم بعد اسبوع يقع اخراجهم بنفس الطريقة التي دخلوا بها. فيصبحون على يقين بان الحسن الصباح قادر على اعادتهم للجنة فتفانوا في طاعته. (*)
فكيف تكون حشاشا ناجحا في تونس القرن 21؟
- اسرق من الشعب واصرف على فريق كرة واتخذ من الهوكش درعا. اسرق وتحيل وتحرش سيقولون دوما انك بريئ وجبت " التيتروات" ..وفري شيبوب
- تسَلحَب في العمل النقابي وكن " مناضلا". كلما صعدت في سلم النضال كلما زاد خراجك واصبحت كاهنا مقدسا. لو تطاول عليك أحدهم واتهمك بالفساد لتشويه بياضك سوف يلتف حولك الحشاشون ويهتفون " يا دايمي يا جبان الاتحاد لا يُهان"
- كن حداثيا بورقيبيا جبارا. عندما لا يقع انتخابك وتُهدد مصالحك حرك اذرعة الحشاشين وابكِ على تونس وعلى حقوق المرأة وادعُ الي اعتصام الرحيل.
- كن قائدا معلما مقاوما مُلهِما حتى متى لم تعطَ وزارة اجبد حكاية النقراشي باشا والعن الربيع العبري وبرنار ليفي وحسن الترابي وسوف يأتيك الحشاشون المقاومون المرابطون.
- كن توافقيا عقلانيا ديمقراطيا كامل الاوصاف، وضع يدك في قصعة الفساد الدسمة. كن ذكيا: لا تأكل بيدك او استعمل مغرف طويلة جدا. إذا اتهموك بالفساد حرٌك ديسكو المظلومية والاستئصال وسوف يأتيك الحشاشون من كل حدب.
(*) وارد جدا ان يكون الحشاشون قد تعرضوا لتشويه كبير من طرف السنة الذين اصطدموا بهم طويلا وكذلك لخصومتهم مع صلاح الدين الايوبي الذين حاولوا اغتياله اكثر من مرة.