بكل اخلاص أقول:
كل ما يقوله أعداء قطر وتركيا كذب وافتراء وفبركة معلومات وتزييف حقائق وعليهم أن يتأكدوا أنهم يشتغلون ضد تونس لصالح جهات أجنبية خائفة على نفوذها الاقتصادي والتجاري في تونس.
والغريب أن هذه الجهات الأجنبية تتعامل بقوة مع قطر وتركيا. وبينها مصالح عالية.. خاصة مع قطر التي تبيعها الغاز والبترول وتشتري منهم جل حاجياتها.. وقطر تزخر بالخبراء والمختصين والمهندسين والعلماء والأطباء الأجانب وهم يقبضون مرتبات عالية جدا تجعلهم سعداء بالعمل في قطر..
وأصبح الكثير من الغربيين يعتبرون العمل في قطر فرصة العمر خاصة في السنوات الأخيرة.... ولكنهم لا يحبون مزاحمتهم بالمواطنين العرب وخاصة من المغرب العربي .... وقد وجدوا في تونس آذانا صاغية للدفاع عن مصالحهم في تونس واقتنع بهم أعداء قطر وتركيا.. الله أعلم ان كانوا يدافعون عن رؤاهم مجانا ام هم من الذين يدفعون لهم ويستعملون هم ابواقا..
وللأسف أن الكثير من المواطنين التونسيين لا يعرفون الحقيقة.. وهم يصدقون ما يقال لهم من أناس يدعون أنهم خبراء تستضيفهم دوما قنوات تلفزيونيه يمولها أعداء قطر وتركيا لا لشيء إلا لأن الممولين لهم مصالحهم ليست في قطر ولا في تركيا إنما في فرنسا السعودية وايطاليا وغيرها من البلاد الأوروبية التي تعتبر قطر وتركيا خطر على مصالحها في تونس …
وتأكدوا أن "المحللين " و"الخبراء" يقبضون مكافئات مجزية ومرتبات عالية جدا أحيانا من القنوات التي تستضيفهم.. ولذا فهم ليسوا أحرارا إنما هم أبواق يأتون للاستجابة إلى ما يطلبه أولئك الذين يقفون وراء هذه المحطات. وكلهم رجال أعمال واعمايل …
لذا علينا أن ننتبه إلى ما يقال لنا في القنوات الإذاعية والتلفزية...وننظر إلى مصلحة تونس ...ومصلحة تونس فوق كل اعتبار. وإن الفكرة القائلة بأننا نبيع تونس لقطر فهي فكرة تافهة ومصدرها كله غباء ولا علاقة لها بمنطق الاقتصاد والتجارة والمال.
فتونس لا يقدر أن يشتريها أحد فحتى فرنسا لما كانت "تحتل" تونس كانت تعتبرها حماية وليس احتلالا.. ولذا علينا أن لا نعتد بهذه الفكرة التي تبعث على الضحك بل تبعث على احتقار من يقول بها. وأعتقد أن أصحاب المصالح المرتبطة بفرنسا والذين يعتبرون أن قطر وتركيا خطر على ارتباطاتهم الثقافية والاقتصادية فيتولون الحرب عليها مباشرة أو بالوكالة لا يعلمون مواقفهم وحقيقتها إنما يختفون وراء فكرة تافهة أخرى تقول بأن النهضة هي التي تدعم قطر وتركيا لمصلحتها لان ثلاثتهم من تنظيم الإخوان..
انا لا يهمني من أي تنظيم هم.. فما يهمني هو الاستثمار في تونس والتبادل الذي نحتاجه.. وما يهمني هو أن نتعاون مع قطر وتركيا كما يتعامل معهما كل العالم بلا استثناء ولا أحد في فرنسا أو بريطانيا تهجم على قطر لأنها من الاخوان.. فما يعنيهم هي المصلحة العليا الفرنسية والبريطانية.
وللتوضيح أحدثكم اليوم في هذا الموضوع الذي أعتبر أنه يعنيكم ويهم المصلحة العليا للوطن دون أن تكون لي علاقة بالساحة الاقتصادية ولا السياسية ولا أنتمي إلى أي حزب ولذا لا أصدر عن مصلحة تماما وأعتبر أن وجود قطر وتركيا في النسيج الاقتصادي والتجاري التونسي بصب في مصلحة تونس لان تونس تحتاج إلى كل مليم يأتي به المستثمرون من كل أنحاء العالم باستثناء إسرائيل.......
وللعلم أن كل الذين يناهضون التعاون مع قطر وتركيا لا يرون مانعا في التعاون مع إسرائيل فالمهم عندهم أن لا تتعايش تونس مع النهضة.. وبما أن قطر وتركيا يقفان مع النهضة إنما أيضا يتعاونان مع النظام التونسي بالنهضة أو دونها كما كان الأمر في عهد بن علي ولذا فإن السادة الخبراء والمحللين المهيمنين على القنوات الإذاعية والتلفزية يحاربون قطر وتركيا ويعتبرون أن العدو اليوم ليست إسرائيل إنما هي النهضة وقطر وتركيا وحاجتهم مع ذلك هي أنها صديقتان لإسرائيل.
ويرتمون في أحضان الإمارات والسعودية وفرنسا ومصر.. وهو أمر عجيب فهذه البلدان هي صديقة أساسية لإسرائيل لكن لا أحد منهم يعلن ذلك.. ويتمسكون بموقفهم المغلف بالكثير من الحقد وانتهي بالقول: أنا لا تهمني النهضة سياسيا وفكريا …ما يهمني هي تونس ومصلحة تونس …وأقول ذلك دون أن أكون من رجال الأعمال أو من رجال السياسة ولا من رجال الإعلام الذين ينطقون باسم عناصر الحكومة الخفية التي تتحكم في مصير تونس وفق أهوائهم..