تقود المخبرة الصغيرة عبير مع أركان حزبها المسخ، وريث مافيا بن علي/ الطرابلسي.. اعتصام "غضب" أمام مقر فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منذ 16 نوفمبر للمطالبة بإغلاق فرع الإتحاد في تونس الذي تتهمه بأنه ممثل للتنظيم العالمي للإخوان وأنه مشتبه بتمويل ومساندة الإرهاب في تونس..
وتتهمه خاصة بأنه يهدد مدنية الدولة.. ويهدد الحداثة يا بوڤلب.
يعني عبير المخبرة الرديئة تصبح رافعة لواء التحديث في بلد خير الدين وسالم بوحاجب والحداد.. تماما كما كانت ليلى الطرابلسي وسيدة العقربي رمزا للمرأة التونسية الحديثة. والصادم والمقزز أن تلتحق بعبير مثقفة كسلمى بكار أمضت حياتها في الحزب الشيوعي التونسي والحركة النسائية الحقوقية. من المخزي أن تؤول معركة التحديث والتنوير والعقلنة إلى بقايا المافيا ومسوخ الاستبداد.
ومن المؤسف بالمقابل أن يوفر بعض التونسيين جبهة "نضال حداثي" مجانا للمخبرة عبير. بعث فرع تونسي لما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رغم ما يدور حوله منذ سنوات من جدل وخلاف وشبهات وفتنة هو خدمة مجانية لعبير.
التعليم الديني موجود في تونس ولا يحتاج مؤسسة خارجية تقوم عليه. وإلا سنفتح المجال لاتحاد فقهاء سعوديين وهابيون واتحاد إيرانيين قمّيين نجفيين واتحاد صوفيين مولويّين… الخ.
بوضوح.. لا علاقة لعبير المخبرة وصنيعة دولة المافيا والتعذيب والاستبداد العائلي بمدنية الدولة والحداثة.. ولا حاجة للتونسيين بجمعيات أجنبية تدرّس الفقه السلفي المتخلف.
لا نحتاج معارك زائفة تعفّن وضعنا الهش والمشرف فعلا على الهاوية. اعتصام المخبرة يراد له الآن أن يكون حصان طروادة لتفجير معركة جانبية تثير الغبار وتضبب المشهد تمهيدا لشيء ما.
الديمقراطية للأسف قد يخرّبها المستفيدون منها بسذاجتهم.. فما بالك بمنتحليها من مسوخ الاستبداد.