شخصيا نخبت ابيض في الدور الثاني للرئاسية ...وعبرت على ذلك مسبقا...ولم أشارك في إعطاء قيس سعيد شرعية عريضة لا يستحقها...فقد كان واضحا أنه سينتصر على ممثل الفساد في الدور الثاني... خصوصا بعد انحياز معظم الأطراف السياسية الفاعلة في الحملة الانتخابية إلى جانبه..
لكنه أصبح الرئيس المنتخب والشرعي... وإذا كان من حق أي مواطن نقده، فهو ليس العدو الذي يجب جلده...فالخصم يبقى هي وهم... هي منظومة الفساد وهم كل من يعمل على نسف المكاسب الديمقراطية للثورة من تيارات يمينية وشعبوية وفاشستية..
شخصيا لم أنتقده كثيرا منذ انتخابه، لأني أعرف حدوده قبل انتخابه، وقد كانت واضحة لمن يريد أن يراها بعقلانية... فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها…
لكن الغريب أن ترى من كانو من مسانديه بقوة َ، واشتغلوا بكل قوة لصالحه وجعلوا منه المنقذ من الضلال، ونعتو كل من لم يفعل مثلهم بشتى النعوت وحتى تلك اللاأخلاقية... يشنون اليوم الحملات المتواصلة ضده، متلونون كالحرباء، بدون حتى أن يعتذروا للناس الذين ساهموا في مغالطتهم حول حقيقة قدراته…
وهؤلاء ليس لهم حتى أن يتعللوا بأنه خيب ظنهم فيه، لأنه اعتراف صريح منهم بغباوتهم السياسة... وبعدم أهليتهم على إنارة غيرهم من المواطنين... فمن لا يعرف من بين المتابعين للشأن السياسي قيس سعيد الذي أطل علينا بعد الثورة في الإعلام بخطاب متكلس سياسيا وغير مفهوم عمليا، ودون بديل سياسي قابل للتنفيذ؟
والرذيلة في السياسة لا ينطق بها كالعادة إلا المتسترين بالدين… فبعد أن هللوا له، وساندوه في الدور الثاني بكل قوة، وانتحلوا يافطته ضد "المقرونة" للفوز بالمقاعد في التشريعية، ناصبوه العداء بعد انتخابه بكل وقاحة، فتحالفوا مع "المقرونة" ضده… وأيضا ضد استحقاقات الثورة… بصحة رقعة وبكل وضاعة سياسية…مبينين مرة أخرى أنهم والأخلاق في السياسة خطان متوازيان لا يلتقيان.. وأن الكذب على الناخبين من أجل المصالح جائز عندهم… إن لم يكن ماعون خدمة…
وفي كل مرة نراهم لمبغى جديد يتدافعون..