ما كنّا نتوقّع بعد عشر سنوات من الثورة أن يتلقّى أمير اللّواء محمّد الغول طلبات انقلاب من جهات رسميّة ومدنيّة وحزبيّة أكثر من تلك التي تلقّاها الفريق أوّل رشيد عمّار منذ بداية الثورة إلى ساعة تقاعده!
طلبات بالتدخّل لصالح جهات عليا وطلبات أخرى بالتدخّل لصالح جهات نصف عليا وأخرى لصالح جهات سفلى، فيما برزت طلبات مغايرة تدعو إلى تدخّل العسكر لصالح الجيش، بمعنى أن تتولّى المؤسّسة العسكريّة أمور تونس لأوّل مرّة في تاريخ البلاد، كلّ هذا نتيجة لجشع فئة فشلت في الوصول إلى السلطة عبر الصناديق وأكل الحسد أكبادها فهي تلهث خلف التمكين لرذيلة أو جريمة "عليّ وعلى أعدائي"،
وفئة أخرى تبحث عن تدخّل جراحيّ يمكّنها من السلطة ويعود بعدها الجيش إلى ثكناته بسلام ويترك لها الجمل بما حمل! ثمّ إنّ بعضهم يئس من استدراج الجيش لمساعدته على جني المزيد من الصلاحيّات ويبدو أنّه يبحث عن ضالّته من خارج الثكنات العنيدة!
كلّ هذا ولعاب المؤسّسة العسكريّة التونسيّة لا يسيل، ويبدو أنّه لن يسيل وسيتركهم في الشايح أي في الجافّ بمعنى في النّاشف.. فالغول يعرف جيدا وهذا الرهط أيضا يعرف أنّ لعاب الجيوش حين يسيل لن يكون في شكل قطرات بل في شكل وديان تجرف الطمّاعين، تماما كما جرف لعاب عسكر مصر حمدين صباحي ومحمّد البرادعي وعمرو حمزاوي وعمرو موسى ورفعت السعيد وشيوخ وكهول السّاحة الفكريّة والسياسيّة المصريّة الذين نزى عليهم الطمع فانتهوا إلى ديدان ثملة تبحث عن الدفء في جوارب السيسي الآسنة.
عشر سنوات من صمود الثورة في وجه الثورة المضادة.. عشر سنوات من صمود أحرار تونس في وجه عبيد أبو ظبي ..عشر سنوات من صمود عسكر الشرف في وجه الڨومية المدنية.. شكرا للشعب الذي أهدى إلينا ثورة الحريّة، ثمّ شكرا للأحرار الذين تمكّنوا من حماية ثورة تعرّضت إلى حملات مركّزة وطويلة من عار الداخل وتتار الخارج، ثمّ الشكر كلّ الشكر لجيش وطني ردّ جميع القوادة دون أن يجيبهم إلى شهوتهم الحرام ونزوتهم المتعفّنة التي تريد أن تراود الوطن عن شرفه وتلحقه بأوكار الرذيلة تحت رعاية الوسيط الإقليمي للدعارة محمّد بن زايد.. شكرا لعسكر الشرف التونسي والخزي لمدنيّة العبيد والجواري المتونسة.