ولأنني لم أنتخبك.. كما فعلت النهضة التي تخاصمها اليوم.. أقول لك : حتى إن توترت كما فعلت اليوم.. وتحدثت بلهجة متوترة وحاقدة لا تليق.. وأنكرت كل صلة ببعض سكان دولتك.. "لا هم مني ولا أنا منهم".. وأسففت في سباب عامّي من نوع انعدام الضمير والإحساس لديهم.. وادعيت "ارتفاعا غير مسبوق" مقابل سقوط أخلاق مخالفيك جميعا.. واتهمت كل من يخالفك بأنه من جوقة أبواق وأقلام وألسن مأجورة ومسعورة لا تستحق منك غير الازدراء والتجاهل لأنك كامل ونبي وزاهد ومستقيم وملاك..، سأظل أعتبرك غير جدير بالخوض في السياسة.. فما بالك أن تكون رئيسي.
للمرة الثانية تزور موقع المدينة الطبية الموعودة بالقيروان.. وللمرة الثانية تعلن عن مواصفاتها المثالية وعن الهيلوكبتر الذي سينقل المرضى إليها.. وكدت تعلن عن لونها.. وعن اسم قائدها الذي ربما لم يولد بعد.
ولثلاث مرات متتالية تعد في خطابك الذي استعنت على إلقائه في الهواء الطلق بورقة، بأن المدينة ستكون جاهزة في أقرب الآجال.. وأنك ستختصر التاريخ.. وأنها واحدة من ثلاث مدن طبية خيالية.. "لن يحتاج القاطن بها أي شيء" (الموتى فقط لا يحتاجون شيئا سيدي رئيسهم).
سيدي رئيسهم.. أعرف أن مسيرة النهضة الضخمة اليوم زادت توترك. مسيرة تمنيت أن لا تقع لأنها من دون جدوى سياسية في سياق الانسداد الحالي.. وأعرف أن اختيارك إعادة الإعلان عن مشروع سبق أن أعلنت عنه يوم مظاهرة غريمك السياسي رد فعل نفسي غرائزي..، ولكن كل ذلك لا يجعلني أتفهّمك.
ملحق : كمواطن منحاز مبدئيا للزيتون.. أعترض بشدة عن اقتلاع الزيتون القيرواني البديع في الأرض الدولية التي تريد تخصيصها لمشروعك هذا.