هناك تحولات لافتة تشهدها "ظاهرة عبير موسي" كشخصية وكحزب وكخيار "رئاسي" قادم يتم تحضيره بنسق لافت بما يؤكد أن هناك جهات جادة جدا في الاستثمار في عبير.
المؤشرات :
* نجاح لافت في التحشيد في اجتماع حزبها أمس ( قاعة في قصر المؤتمرات مكتظة بمئات من "كوادر" الحزب الدستوري الحر). وإذا نظرنا إلى حالة الموات الحزبي الشامل في البلاد يصبح الأمر مثيرا للانتباه فعلا.
* وضوح لافت في خطاب سياسي يستعد لقيادة البلاد على أنقاض تجربة انتقال تختزلها عبير في جملة سياسية حاسمة :
تقول أن مشروعها سيضع حدا لعشرية "تخريب الدولة وحكم النهضة الإرهابية"، ولحكم سعيّد أيضا الذي صارت تطلق عليه مؤخرا "مشروع الخلافة" وتراه امتدادا لحكم النهضة.
لا ننسى طبعا ترحيبها ب25 وتبنيها للانقلاب في كل مراحله قبل أن تصل علاقتها به إلى نقطة الطلاق النهائي.
* تردد باستمرار أن المشروع الحزبي الوحيد الجاهز للحكم الآن هو مشروعها. وتذكّر باعتداد وفخر بمصير النهضة الآن داخل السجون باعتبارها هي التي صنعت نهاية النهضة عبر دورها في البرلمان وتهيئة مناخ الانقلاب.
ولكنها هنا تقفز على حلقة مهمة في التحليل فلا توضح لنا كيف قام سعيد بوضع قيادات النهضة في السجون وهو الذي يمثل امتدادا للمشروع الإسلامي الإرهابي. هل فعل هذا في سياق تكتيك للانفراد بالحكم؟ أم أنه فعل ذلك تنفيذا لبرنامجها هي عبر بعض المندسين من حلفائها في مشروعه؟ وهل يكون سعيد مجرد واجهة وقتية لمشروع انقلابي تمثل عبير إحدى واجهاته وورقاته..؟
حجم الاستثمار السياسي والمالي والإعلامي في ورقة عبير ضخم فعلا. يقابله حملة انتخابية محمومة يقوم بها سعيّد في زياراته الكثيفة الأخيرة.
يبدو أننا انتهينا إلى سباق رئاسي ثنائي سنخيَّر فيه بين خيارين مأساويّين.. سعيّد وعبير. إمكانية صعود اسم منافس لهما شبه معدومة.
تبا.