هل كنا دراويش ام متخلفين والدنيا تطورت ؟

انا التحقت بالجامعة التونسية سنة 83 بكلية منوبة ذات الصيت …(اقدار او اختيار مش مشكل) لكن وجدت بها تقاليد سابقة علي . كان هناك نظام اخلاقي صارم يحكم سلوك الطلبة كل الطلبة ..

كل مظاهر الميوعة ممنوعة …وكان الطلبة المسيسون من كل الاتجاهات بمثابة حراس على هذا النظام الاخلاقي ..الذي يشمل اللباس (فالملابس الحاملة لاعلام الدول الامبريالية ممنوعة ) والملابس الحاملة لإشهار شركات او سلع ممنوعة والغناء الا الملتزم منه ممنوع ويا ويل من يسمع مزود او حتى غناء مائع (كل غناء الحب كان مائعا الا ما ارتبط بالتزام سياسي ) .

وحده مارسال خليفة والشيخ امام وفيروز مسموعين بصوت عال حتى ان ام كلثوم تسمع في الغرف والخلوات ..الخاصة …

كان الطلبة والطالبات الدين يجلسون على عشب الكلية ينعتون بحزب الديك ويزيد البعض حزب الديك الفاشي …اما التي تستلقي على العشب فسمعتها تكسر وتنعت …

كانت المراودة شبه سرية ..ومن افلح في ربط خيط يخرج من الكلية الى مكان ما…التماسك بالايدي ..كان علامة على بداية زواج …مشهد العيساوية في كلية منوبة دوخني …هل هذه علامة تطور ورقي اخلاقي ام ميوعة وافدة …؟؟ اسال نفسي عن زماننا واخلاقنا وقيمنا هل كنا متخلفين ؟ وهذه هي التقدمية ؟ هل هذا هو التطور ؟

يا جيلي الحزين ..هل فوتنا على انفسنا امرا ؟

هل تذكرون حكاية تجفيف المنابع ؟؟؟؟

اكيد نسيتوها … نتيجتها الجامعة التونسية لا تعرف غزة ولا ما يقع في غزة .. مع ملاحظة لطيفة ..

في انطلاق سياسة التجفيف تم دعم الاتحاد العام لطلبة تونس فعقد مؤتمره 18 الذي كان موضوع خلافات منذ العام 72 …وبالصدفة صار امينه العام بعد ذلك المؤتمر وزيرا عند بن علي …

الذين يبكون على صمت الجامعة الان اربطوا النتائج بمقدماتها . لعل تفهموا …………..وتفهموا خاصة لماذا لم تحيي الثورة الجامعة من جديد …………

كان طلبة تونس يناقشون قضايا الكون فصاروا يناقشون امينة فيمن . يا لها على من طريق طويلة على من كلت ركبتاه .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات