غريب امر من يستقدمون ذكرى بن علي امنه و امانه اعوانه و كفاءاته ممن "خدموا البلاد" في هذا الظرف الدموي بالذات و ينزعون عنه كل مسؤولية فيما وصلت اليه البلاد من تدهور على جميع المستويات و يقدمون له صكوك البراءة و الغفران من دماء آكثر من 300 شهيد من "اولاد الحفيانة" و "الابرياء" سقطوا قنصا ذات 17 ديسمبر و ما بعدها في منازلهم و في المسيرات و في الجنائز في اكبر عملية ارهابية لم تشهد البلاد الى اليوم دمويتها و شراستها و توحشها رغم انه كرئيس للبلاد في ذلك الوقت هو المسؤول الاول عن الدماء و عن امن البلاد في الوقت الذي احتاجت فيه البلاد حقا للأمن و الامان و الخبرات و الاعوان الكفاءات…
اليوم اصبح محرما الحديث عن شهداء الثورة بعد ان ضاعت حقوقهم في اروقة المحاكم العسكرية و انفضت عنهم جموع الثورجيين و الحقوقيين المزيفين و السياسيين الانتهازيين الذين زينوا خطاباتهم الانتخابية بملف شهداء الثورة و بعد ان اصبحت القضية مادية محصورة في التعويضات و عبئا ثقيلا على الدولة و اصبحت نسيا منسيا لا تساوي شيئا امام العمليات الارهابية التي حصلت في حكم الترويكا المتهم الاوّل بتفشي الارهاب في نظر من يبرؤون اليوم بن علي و اعوانه و اقاربه الى ان وصل بأحدهم الى اعتبارهم سجناء سياسيين...بعد ان تم القضاء و الحكم بأن "القنّاصة اشاعة"…
و الحالة تلك اقول لمن يريد معرفة حقيقة الارهاب و القضاء على الارهاب و محاربة الارهاب و تحليل الظاهرة و تفكيكها و ايجاد الحلول و ايصال الحقوق لأصحاب الدماء المهدورة و المغدورة دون مزايدات و عنتريات و رايات مغشوشة و افكار ممجوجة ان لا يفرّق بين الدماء او بين اليتامى او بين الثكالى او بين حقيقة تدور حافية كالإشاعة و اخرى يقينا تلبس حذاءا مستوردا و كما يقول افلاطون " يجب أن تذهب إلى الحقيقة بكل روحك "...و الا ستذهب الحقيقة و تذهب روحك معها…