يبدو انه لا وجود لنية جدية في محاربة الارهاب محاربة جديّة تستجيب للمرحلة و حساسيتها و خطورتها...فالارهاب يتقدم و يتطوّر و يتعقّد و يتوحّش و يستعمل احدث الاساليب السمعية و البصرية و يطوّر الاسلحة و يصنّعها يدويا هذا الى جانب الغموض الذي يحوم حول عملية استقطاب الشباب لهذه الجماعات و سرعة دمغجتهم من اصحاب سوابق الى انتحاريين...اما وزارة الداخلية يبدو انها تتراجع الى الوراء و تقوم بنفض الغبار عن كوادر امنية و اطارات من الارشيف مرعليها الزمان و تجاوزتها الاحداث و تغير عليها الميدان علاوة على انهم من اجهزة بن علي و جزء من صورة البوليس الذي استبد بالعباد و مارس كل اشكال التجاوزات....
ما قامت به وزارة الداخلية هي مجرّد "تعيينات" جديدة بالوجوه القديمة و ليست "اصلاحات" كما يروج له في اعلامنا المحترف و المحايد الذي استفزّته بعض اللكمات و الركلات و الكلام البذيئ النابي اكلها زملاؤهم خلال تغطيتهم لعملية محمد الخامس الارهابية…
فأي حرب هذه ؟؟؟ و سلك القضاء مازال مريضا تتلقفه الاتهامات و الشكوك على منابر البلومي و بن فرحات و سلك الامن ترتع فيه النقابات و تتسرب منه محاضر التنصت و الوثائق السرية المتعلقة بأمن الدولة و اخبار الامن الموازي و الاختراقات صلب الدّاخلية...و منظومة سجنية مهترئة لا يختلف اثنان في عدم جاهزيتها و استعدادها لاستقبال انواع المجرمين من الارهابيين المتطرفين و المتوحشين...و وزارة شؤون دينة بوزيرها و كوادرها و جيشها العرمرم من الموظفين لم تتوصل الى اليوم لوضع برنامج واضح لمحاربة الخطاب الديني المتطرف بعيدا عن هلال العيد...و ماكينة تربوية لم تعد تنتج الا العاطلين فكريا و ماديا...و ثقافة و مثقفين مازالوا يناشدون الماضي و يبحثون عن "الاب" الذي لا يحرمهم من حليب القصور و يطالبون بالتنازل عن الحقوق و التخلي عن جزء من الحريات و الضرب بيد من حديد على يد الظلاميين الذين جاءت بهم "ثورة البرويطة"....
يقول افلاطون : معنى العقل وعمله تمييز الأشياء وتفصيلها .. ومعنى الصدق وعمله ثبات الأشياء في مواضعها .. ومعنى الجهل وعمله تلبيس الأشياء وتخليطها .. ومعنى الكذب وعمله وضع الأشياء في غير مواضعها.