لا تخطئوهم، يرحمنا ويرحمكم الله، أما اليساري العادي والإسلامي العادي فهم ضحايا هذه الشبكة المافيوزية الموصوفة أعلاه والتي لا دينَ لها (لا تدين بالإسلام غير الانتهازي) ولا ملّةَ (لا تؤمن باليسار غير الانتهازي).

يدخلون الخُلوةَ وأنت تخرجُ، تُشعِلُ سيجارةً بينما اللجنةُ تقرّرْ، وقبل رَفْسِ الثانية يدعونك فتهرولْ لتسمع دون مفاجأةٍ ما على الملأ سيُعلَنُ: مبروك الحج (الدكتورا) يا حاج (دكتور). حاجٌّ لم يزُرْ مكةَ (مخبر البحث العلمي الذي لم يُدَشَّنْ). نِلتَها وكأن ما نالَها قبلك أحدٌ، نِلتَها دون عناءْ أو بعناءْ

توافقٌ يخفي تناحرًا. ضبابٌ يخفي تجاذبات سياسية وصراعات إيديولوجية. قبلاتٌ تخفي حقدًا تاريخيًّا دفينا. تقيةٌ تخفي ما في الصدور. سفينة نوح جمعت الضد مع ضده خوفًا من الغرق. لقاءٌ يخفي إقصاءً.

خطاب خلط التخوفات المشروعة بالأكاذيب .قابله جمهور هش التصورات حديث عهد بالقدرة على تمحيص الحقائق اضافة الى قوى مؤتمنة على الثورة لم تكن في حجم الحدث عقلا و كفاءة إلا من رحم ربك فكانت ترويكا اهلكها الاختراق و سيطر عليها الانتهازيون و احتل مواقعها الغفاصة .