اهم حدثين محددين لمآل رئاسة قيس سعيد هما كيفية تعامله مع رؤوس الأموال الفاسدة ومع التغول النقابي. استعمت الى خطابه في حضرة رئيس اتحاد الصناعة والتجارة. لمست رغبة في فتح بعض ملفات الفساد الحالية مثل الفسفاط وفي حلحلة ملفات الفساد من العهد البائد.
ولكن لمست أيضا تشبثا بنفس الافكار التي ذكرها قبل الانتخابات وحديث عن أرقام غير محينة وهذا في رأيي دليل على أنه يفتقر الى مستشارين اكفاء وناصحين.
تحدث عن استثمار رجال الأعمال لأموال بمقدار ما نهبوه في المعتمديات الاكثر فقرا تحت اشراف لجان جهوية ؟ ما الحكمة من ذلك ؟ كان اجدى ان يقتصر على تسريع استرجاع الدولة لمالها المنهوب، ان استطاع تبيان حصول تلكؤ في ذلك وقدر على ازاحته،
ولكن كيفية توزيع هاته الاموال تكون من مشمولات الحكومة بتنسيق بين وزارة المالية وبقية الوزارات. تحدث على استثمار رجل الاعمال الاكثر تورطا في المعتمدية الاكثر فقرا ؟ لماذا؟ اليس من الاجدى ان تضبط اجهزة الدولة كيفية تصريف تلك الاموال، خاصة ان كانت بذلك الحجم ؟
لا ادري ان كنا سنرى نفس الخطاب في حضرة الطبوبي، ولكن حوار اليوم يعطي صورة واضحة عن أسلوب وبرنامج الرئيس بايجابياته وسلبياته. سينجح وتنجح تونس اكثر ان اقتنع انه لا يمكن ان يحكم وحده ويقتصر على محاربة الفساد وانفاذ القانون ويعين كفاءات وازنة ومستقلة تسير الدولة.