لازلت تركيا تقاوم وتصارع لأجل إستمرار طريق بنائها،لكي يواصل قطار التنمية الذي يسير بثبات رغم كل العثرات والمعرقلات. لماذا تركيا؟ لأولا لأنها أرادت الإستقلال بقرارها وسيادتها.ثانيا لأنها وقفت مع المستضعفين رغم أن هذا الوقوف يخفي خدمة لمصالحها دون الضرر بمصالح غيرها.والدولة القوية هي من تبحث عن مصلحتها ومصلحة شعبها وتخدمها بكل ثقة وثبات.
لازالت تركيا واقفة شامخة وصامدة في ظل تكالب الجميع عليها.دولة إستعدت وأعدت عدتها لمواجهة خصومها والمتربصين بها.ولترد على كل المشككين في علاقة السلطة بالشعب.هل أصبحت تركيا تؤرق وتقلق حلفائها قبل أعدائها؟أسئلة كثيرة تطرح وإستفهامات كثيرة حول علاقة تركيا بحلفائها وأعدائها ومنافسيها. وهذا يؤكد مبدأ كل ناجح يحارب حتى ولو كانت دولة قائمة الذات.واللافت للانتباه لم يهتم الأتراك يما يقال عنهم والسباب والشتم من قبل الدّول الأخرى ،بل إزدادوت اللحمة بين الشعب التركي والسلطة وأبرزوا أن الولاء للوطن ليس للأشخاص وأن هؤلاء الأشخاص ذاهبون.
وفي مسألة عودة تركيا للمشهد العربي والعالمي بقوة فترتبط عودتها إلى المشرق العربي اليوم بديناميات النهوض والبحث عن مكانة سياسية واقتصادية تتلاءم مع الموقع الجغرافي لتركيا، لا بما درج بعضهم على تسميتها "العثمانية الجديدة"، ولا بالنزوع إلى تأسيس إمبراطورية تركية جديدة، فتركيا دولة ناهضة. وبهذا المعنى، ليس غريبًا أن تتطلع إلى أن تكون دولة إقليمية تدور في فلكها منظمات وهيئات وأحزاب خارج حدودها، أو أن تتحول إلى دولة جاذبة لدول أخرى تحتاج حماية مثل ليبيا.
وبحصول التغيرات الكبيرة في الأوضاع العربية والسياسات الدولية بذلت تركيا جهدا كبيرا للتكيف مع تلك المتغيرات الكبيرة وبالأخص في المنطقة العربية والتي توضحت معاناتها من وجود وظهور فراغ فكري قيادي ، ومن أجل منع ملئ تلك الفراغات الفكرية والأيدلوجية من قبل أفكار متطرفة أو من قبل جهات دولية أو اقليمية تؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة على الاوضاع العربية والشرق الاوسطية وتركيا معا، لذلك بدأت تركيا بالتوجه نحو المنطقة العربية التي تمكّنت من أن تسدّ فراغا كبيرا بوجودها في العالم العربي، وساعد على ذلك الكاريزما التي يتمتع بها الرئيس التركي أردوغان والتي أثّرت بشكل كبير على شريحة واسعة من الشباب العربي ، مما ساعد بشكل مباشر على في خلق دور إيجابي كبير لتركيا من أجل تحقيق السلام والأمن في المنطقة.
إلى جانب ذلك كان للإعلام دور كبير في التسويق للنهضة التركية .والتسويق للنموذج التركي في الصناعات بشتى أنواعها وعلى رأسها الصناعات الحربية وتحقيق إكتفائها الذاتي الغذائي كذلك وبتالي كان الإعلام رافدا من روافد التنمية في تركيا.حيث ارتبطت نهضة العديد من دول العالم بأسماء أشخاص كانوا مصدر إلهام للشعوب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان واحد من هؤلاء ويستحق أن يوصف بالربان لأنه نجح في قيادة السفينة التركية في بحر متلاطم الأمواج والوصول بها إلى بر الأمان على الرغم من التحديات الداخلية والخارجية التي واجهها هو وحزب العدالة والتنمية.
إن المتمعن يلحظ جيدا أن تركيا ناصرة الحق والمظلومين بصرف النظر عن اجنداتها الخارجية التي يرى البعض أنها إستعمارية أو إحياء لأمجاد السلطنة العثمانية وغيرها من الأوصاف هي فرضا إسمها إقليميا ودوليا بكل جدية.كما أن القيادة التركية عندما تتكلم أو تخطب تتحدث من منطق قوة لا من منطق ضعف وهذا ما اكسب الديبلوماسية التركية قوة وقيمة في المحافل الدولية وأجندات مختلف الدول عربية وغربية وأصبح يقرأ لها ألف حساب وبالتالي أصبحت تركيا قوة دولية منافية بكل ندية، بل أصبحت رقما صعبا.