بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة اريد ان اقول ان عشرية الخراب كما يصفها الثوريون الجدد كانت الصحافة فيها حرة ،كنا نتصل بكل المسؤولين وعلى راسهم الوزراء فيجيبون ويقدمون المعلومة ويحضرون في المنابر الاعلامية حتى التي كانت تجلدهم بسياط مدفوعة الاجر يوميا ...
في 10الخراب اذكر ان وزيرا اتصلنا به على هاتفه الخاص فرد موشوشا "سامحوني في اجتماع". فقالت له الصحفية:بربي كيف تكمل اعملي appel توا نبعثلك رقمي مساج .. واذعن الوزير وحال الانتهاء من الاجتماع عمل ال appel....
في 10الخراب كما يسميها الثوريون الجدد تحققت مطالب الصحفيين في القطاع العمومي وتم ترسيم وانتداب الصحفيين وتحصلوا على الترقيات والمنح الالية بصفة فورية ودون اي معوقات .. في 10الخراب كانت نقابة الصحفيين تفاوض وتسمع وتعين المسؤولين على المؤسسات وترفض هذا وذاك وكانت نقابة الاعلام تفرض الزيادة في الاجور .. كانوا يهابونهم ويسمعونهم ويستجيبون لطلباتهم ..
انا ابنة الاعلام العمومي اقسم ان احدا لم يتدخل يوما فيما نبث واقسم ان الرئيس قيس سعيد وبعد تصريحه الذي اغضب نداء تونس وقتها .. عدد من المؤسسات غيبته وصاروا يتحاشونه لكني اتصلت به وقدمت موقفه ولم يعترض احد ….
في 10الخراب لعب الاعلام ادوارا مهمه … ورغم ان بعضها كان قذرا … لكننا كنا احرارا ومطالبنا المادية كانت مجابة ….
اليوم مؤسسة الاذاعة التونسية بلا ر م ع ونعاني معضلة ادارية فلا احد يملك حق التوقيع فلا احد له تفويض ونعجز عن خلاص فواتير الكهرباء والانترنت وسط صمت مريب ولا مبالاة وتهميش …
طيلة 10سنوات لم يتجرا احد ويكتب نريد التعبئة لانجاح كذا او كذا لكنها حدثت بعد 25جويلية .
هذه شهادة للتاريخ يشهد الله اني اقولها بصدق ولدي تفاصيل كثيرة كثيرة جدااا ربما اكتبها يوما حول ما كان وما اصبحنا عليه.