وبقيت الحركة القضائية تتراوح بين قصر قرطاج ببصمات الاجهزة الامنية الرافضة لها وبين تمسك المجلس الاعلى للقضاء المؤقت بحركته التي بها اخر معايير الاستقلالية في تصدي صريح للعبث الذي تقوم به رئاسة الجمهورية .
مجددا يجب التذكير ان هذه المعركة ليست خاصة بالقضاة فهم يدافعون عن جدار ليس لهم وحدهم .. و على المحاماة اليوم بعميدها المنتخب حديثا ومجلس هئيته الذي تغير التعبير بوضوح واتخاذ موقف صريح مما يحدث داخل مرفق العدالة.
اذا سقط جدار استقلالية القضاء "رغم كل الهنات التى اصابته " ،وينجح قيس سعيد في وضع يده على مواقع القرار بتعيين اداريين برتبة قضاة فلنستعد جميعا لعصر التعليمات من جديد وفبركة الملفات عصر الديكتاتورية هذه المرة سيكون مغلفا بالشعبوية على خلاف ما عشناه في ديكتاتورية بن علي .
ماذا سينتظر البلاد ان قضى القاضي بالتعليمات او تحت وطأة التهديد والوعيد او التشويه بتسخير مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت توجه مجاميع التفه المرضى الذي يعاني منهم المجتمع .
ماذا بقي لنا ان تم القضاء على مقدسات الانسانية وهي قيم العدل والحق …
خلف قضبان سجون
هناك خلف قضبان سجون الظلم والقهر وبقرارات قضاءية جائرة وظالمة يقبع رجال خدموا هذا الوطن وقدموا انفسهم فداء لنا لنحيا ..
خلف قضبان السجن روايات وامال وامنيات بسيطة جدا "امنية اب ان يحضن ابنه وامه وزوجته …امنيات بان يرفع القهر والحيف امنيات وتساؤلات لماذا الحقد وتصفية الحسابات تعمي العيون والقلوب …
وهناك ايضا في الطريق الطويل الرابط بين الحياة والموت البطيء بين السجن والسجان ابناء وزوجة وام طاعنة في السن تقوم باكرا لتطبخ وجبة الغداء لابنها محمول في قفة بلاستيكية "يبربشه "السجان ليصله باردا كبرودة دم القاضي الذي اضحى يستعمل الاستثناء "روتين " لتبكي الامهات والزوجات ويحرم الاب من ابناءه بلا موجب ..
وبين الاثنين محامي يعيش بدوره رحلة العذاب بين الواقع وبين ما قراه في نظريات القانون ..محامي يلعب عديد الادوار :اخصائي نفسي ،رجل قانون ،مدافع عن الحق …انه انسان …
الجملة الحقيرة المهينة لكينونة الانسان "واعلمناه بإصدار بطاقة ايداع ،،،،هذه الجملة تحفر فيه رحلة العذاب خاصة عندما يكون القرار ناتجا عن "قاضي خاءف ،قاضي برتبة اداري يطبق التعليمات ،قاضي يبحث عن مكان في ممر القصر ،قاضي لا يتقي الله في خلقه
وكيف للمحامي ان يعيش في هذه الدوامة …
كلاهما القاضي والمحامي ضحية منظومة مجتمعية سياسية انبنت على الكره والحقد والظلم ،منظومة الشماتة والكذب والفتن والتشويه والحسابات السياسوية الرديئة ..
في زمن يتمتع فيه القاتل والسارق والمتحرش ومروج المخدرات ومديرو الصفقات الفاسدة بقرينة البراءة وينوبون "المحامي "الذي ينطلق في رحلة البحث عن القراءن والثغرات "باش يمنع منوبه من فعلته "والمحامي نفسه يقرا المجلات ويسهر ويخمم كيف يكون مقنع لسيد "القاضي "ان "منوبه بريء وقتل دفاعا عن النفس "وسرق لأنه فقير ومعدم ،وروج المخدرات وهو فاقد لمداركه العقلية …والمتهم يدافع عن نفسه ويتحدث ويبرر وووو…
وسيدي "القاضي "يفتح الملف ويدرس ويتداول الحيثيات والوقائع وتعقد في حجرة السورى مفاوضات قد تصل الى اعقاب الليل ويصدر حكما عن "سيد القاضي "معللا وهذا الحكم لا يعجب القاتل والمحامي ويطعن المحامي "مسجلا استئنافه "ولا يعجب القرار الاستئنافي القاتل والمحامي فيعقب نفس المحامي نفس القرار والحيثيات ويصدر قاضي "التعقيب "قرار .،،،ولا تنتهي القصة التي قد تصل بالقاتل والمحامي الى تقديم مطلب عفو او مطلب ايقاف تنفيذ في ملفات …
رحلة البحث عن "المنعة والخروج من سجن الدنيا "طويلة …بين المحامي والتفاصيل والملفات والحالات …
واليوم نفس "سيد القاضي "يتم عزله بجرة قلم هكذا "لا بالك لا وسع "بناء على تقارير امنية ارشادية لو تنشر للراي العام سيصطدم الناس بفضاعة القهر والظلم ..
وسيد "القاضي "الذي كان لسنوات من عمره يتلقى دفاع المحامي عن القتلة والمروجين وووو تقول له وزراة العدل ورئاسة الجمهورية لا يحق لك الدفاع عن نفسك "نعزلك ونقهرك ونمرضك ونمرمدك ونجوعك .."ومن بعد تو نشوف قمة في قهر البشر ..
وفي كل هذا الخضم المحامي ماذا سيفعل؟!
هل سيقف مرة اخرى ليدافع امام "سيد القاضي " اخر غير معزول عن الحق وعن قرينة البراءة والحق في محاكمة عادلة في حين ان "نفس رسالة العدل والحق حرم منها قاضي اخر لم يدخل بيت الطاعة فعوقب " ام ان المحامي سيكون منافقا انتهازيا يبرر رسالة الدفاع والبحث عن المحاكمة العادلة ،وقرينة البراءة حسب المصلحة الضيقة والمادية ….
القاضي الحقيقي :هو من بكرس الحق والعدل والانصاف ولا يخشى الا الله ويتقي الله في خلقه ..
المحامي الحقيقي :هو من يتشبع بقيم الحرية والحق هو الشجاع في درء الظلم والقهر ،المحامي الحقيقي هو من يدافع عن كنه الانسان مهما كان ومهما كانت دوافع دفاعه ،المحامي الحقيقي هو من ينتصر للمقهور ومن يكون قلبه مشبع بالتسامح ..
السياسي الحقيقي: هو من يحيا بقاعدة الصدق في العمل والاخلاص في القول ويجعل من نفسه خادما للمصلحة العليا للبلاد لا شعارات واوهام وغرور، وحقد وكره ونرجسية .
السيدة وزيرة العدل :قاضية رتبة ثالثة حذاري ثم حذاري من الظلم ومن فتح الممرات في قصور العدالة لان "عدلك "وهم وعدل الله حق وما يدوم حال ويأتي يوم ينكشف فيه المستور ..
السادة القضاة برتبة عون اداري مكلف بتنفيذ التعليمات :وقتاش تفيقوا ؟ الم تتعظوا من الدواس وبوقة ووووووو…
السيد وزير الداخلية :محامي لدى التعقيب :هل جربت القهر والحزن والظلم …صراع الاجنحة يدفع ثمنه المواطن ..الدنيا تدور …
السيد رئيس الجمهورية :استاذ قانون دستوري :صوت لك بسبب جملة فقط "التطبيع خيانة عظمى "اقول لك تطويع القضاء بكل انواعه والاجهزة الامنية وزج خصومك في السجون وابعادهم واحتكار السلطة وووو….هو خيانة عظمى الانسان في بلد اسمه تونس .
تونس لا حال يدوم رمضان البارح والعيد اليوم …. الظلم مهما يطول عمره لا يدوم ونهايات الظالمين عبر التاريخ تبقى دروس وعبر ….
ربي يفرج على تراب تونس من الحاقدين والمرضى وربي يفرج على كل مقهور من العدالة العرجاء …