اعتذر عن الغياب… اقعدتني وعكة صحية عن التعليق وأحيانا حتى عن متابعة الاحداث في تونس.. وعكة تشبّه لحاجة نعرفها، هاك بوتلّيس اللي استخفّينا بيه في الاوّل لكنّه استفحل حتى كتم على انفاسنا… وعكة بدأت كحلم مزعج تقول مش باش يطوّل، لكنّها امتدت يومًا بعد يوم واسبوع بعد أسبوع…
نبدأ بملاحظة: من بين قراراتي ل2023، انني ماعادش باش نحاول نغلّف كلامي او ندوّر الزّوايا… اللي يقول في كلام كيف الظّلام يلزم تقول له راهو كلامك فارغ، لأنّ عبارات من نوع "تنقصه الدقّة" أو "يحتاج للمراجعة" ما يفهمهاش… البهامة باش نسمّيها بهامة، والشّعب اللي ينتخب قيس سعيد ونبيل القروي من 27 مرشّح للرّئاسة، تكون تنافق فيه لمّا تقول انه شعب رشيد ويعرف ما يصلح بيه… وكيف تلقاه بعد عام ونصف من حكم قيس سعيد مازال ناوي يعاود له، بل ويقدّم وراءه K2Rym كمرشح ثاني، فهذا شعب لا يمكن اعتباره سويّ، بل واذا ما تقولّوش انه يعاني من ذهان جماعي ويلزمه يمشي يعالج عند طبيب نفسي، تكون تكذب عليه..
واللي ما يعجبوش كلامي بربّي ما يضيّعش وقته مع المرتزقة امثالي… عندكم حرب تحرير تخوضونها سويّاً… اجري… اركب لا تمنّك، فعندك موعد مع التاريييخ..
المهمّ.. جربوعستان "قايضة" منذ ايّام، وما تحكي كان على الاعتقالات، سياسيين وصحافيين واسماء لا يربط بينها شيء، ومداهمات في منتصف الليل، قضايا تآمر على الدولة امام قطب الارهاب… لكن لمّا تنزل تتفرج على الشعب الكريم آش يحكي، تزيد تتأكّد أنّ كلّ ما نعيشه يليق بنا تماماً.. جهل، برشة بهامة وبرشة برشة كره وحقد، الكثير منه مجاني…
الناس فرحانة وتقول هل من مزيد؟ نساوا واقعهم المرير ونساوا البطالة، والغلاء والسّخطّ والهمّ اللي راكبهم، وغمرتهم النّشوة مع كلّ خبر اعتقال جديد.. وتتساءل: زعمة موش واعين أنها مجرّد عمليّة الهاء أخرى بإخراج أسوأ من سابقاتها؟ لا واعين، لكنهم مع ذلك فرحانين!!!
سيدنا طلع اكثر واحد فاهمكم شعب جربوعستان..
ليس بالقطيع، الوصف غالط… الوصف الصّحيح هو "الفيراج". عقليّة متع جمهور كرة، متشنّج، عنيف، بمستوى أخلاقي منحدر، يبني عالمه على مواقف انطباعية وافكار لا عقلانية تختلط فيها التّخميرة بالتمنّي وبالتّظلّم… لا مجال فيه للاعتراف بالخطأ.. المشكل ديما من الآخر، خطط، مؤامرات…
عقليّة تخلّي الحقّ والمنطق وجهات نظر، ويصير العلم خطاب ركيك ومرفوض لا يرتقي صوته لعربدة الضوضاء، ويبقى العقل رهينة لجمهور هائج ومحبّ للتّطرّف…
المهمّ.. الفيراج شايخ. وسيدنا يعرف ما يشبع رغباته.. يعرف يدغدغ غرائزه… تماماً كيف جمهور جمعية فاشلة، يأس من أنّه يفرح بفريقه، يأس من ان يكون له مستقبل أفضل ، فصار يحتفل الى حدّ الهستيريا بخسائر الجمعيّات الاخرى…
يا معذّبهم… زعمة معذّب شكون؟ خصومه ولا مناصريه؟ هنيئاً لكم!
في الأثناء، وعلى هامش التّعاسة المتمكّنة بهالبلاد ، يهمّني ان نعكّر صفو السعادة اللي تغمركم، باش نعبّر عن تضامني مع خيام التركي الذي جمعتني به محطّات عديدة ورفقة، اختلفنا في مواقف واتفقنا في مواقف، لكننا التقينا دائماً على حلمة، بأن نسهم ولو بالقليل حتى نبني تونس أفضل..
للأسف، كفاءة كهذه، مكانها مراكز القرار، لكن عندنا امثال والي تونس ووالي بن عروس يحكموا، وامثال خيام في الحبس بتهم خطيرة مبنيّة على معطيات سخيفة..
لا محالة يستاهل نوعًا ما كل من يضحّي بوقته وجهده ونفسه في سبيل شعب يتنكّر لكل من يريد له الأفضل ويعشقّ من يستبدّ به وكلّ من يحتقره ويحتقر ذكاءه..
الله غالب، نزعة مازوشيّة عندنا معشر الوطنيين.. وما حبّيناش نتربّاو!