وتحول لقائي مع أبي لما كان متعارف عليه في لغة السجون ب "الزيارة" التي لا تتجاوز 5دقائق بعد إنتظار 3 ساعات . كل زيارة لك في السجن تنهمر دموعي سهواً ، فيسقط وزنك أضعاف أوجاعها في الزيارة القادمة.أنا آسفة .
أبتاه ..الأيام تمر دون أن تكون بيننا, اشتقت إليك كثيراً، كلنا اشتقنا إليك، وكلنا مدركين أنك مظلوم في أسرك، انتهى العام الدراسي ورمضان و العيد على الأبواب وأنت لم تعد بعد.. مازال يوم اختطافك أشقى أيام حياتي وانتظارك أقسى أيام عمري. كل صباح أفتح عينيّ على أمل أن تكون قد عدت فلا أرى سوى الحزن حل في دارنا منذ اعتقالك.
أتساءل كل يوم فلا أدري أي ذنب فعلت يا أبي وأنت قلب حنون، قضيت 35 سنة في محاربة الإرهاب .كنت أيام كان الارهاب يهدد تونس لا تخرج من المحكمة إلا وقد انتصف الليل لا عودة لك من الغد ساعات الصباح لا فرق في ذلك عندك بين الايام فقد كان ذلك حالك لسنوات تحقق مع الإرهابيين و تبحث دون خوف عن حماية بلادك من شرهم اليوم انت متهم بالإرهاب .
أي جرم أستحق حرماني منك وإبعادك عني خلف القضبان؟؟؟؟إن جريمته الوحيدة هي الإيمان باستقلالية القضاء ورفض إدانة الأبرياء في بلد يحكمه الفساد. لماذا يصادرون حريتك وفرحتي بقدومك أليس لهم أطفال مثلك ينتظرون؟
اللهمّ ارفع الظلم عنه، وكن له خير معين، وآنس وحدته، وأعده إلى أهله وأحبابه آجلًا غير آجل. اللهمّ إنّي تمنّيت لمن ظلم هذا الأسير التّوبة والطريق الصّحيح، وهو تمنّى له الهلاك والهمّ، اللهمّ فلا حول لك ولا قوّة إلّا بك فأنت وحدكَ الذي قلت وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين.