هَزُلت.. بلغ الإسفاف لدى الأنظمة العربية المتصهينة شأواً تجاوز درك المهانة بكثيرٍ وأوغل قغط بأصحابه في حضيض العار.. تجلياته الدونية أخذت مظاهر كاريكاتورية مخزية أذلَّت شعوبها وثلمت وجدان أمة بكاملها.. من ذلك:
إعلان نشامى الطيران الهاشمي كسرهم لحصار غزة، فحوَّموا بطائرات أربع فوق بحر غزه ليلقوا لموجه بأطعمة مطبوخة امتدحوها وعددوها، مجدَّرة وكبسة ومقلوبة، وكل ما على الغزيين هو السباحة لالتقاطها، أو انتظار أن تتقاذفها الأمواج لتوصلها إلى الشاطئ، إذا سمح المحتل لهم بالتقاطها أو انتظارها!
انتقلت عدوى هذه النخوة الديلفرية لأم الدنيا وإمارات أولاد زايد، إذ قيل، والعلم عند الله، إن الكشري ونكهات الكاري الهندي قد انضما بدورهما للحملة الديلفرية الميمونة..
لم يقل لنا ثلاثي الحملة أنه نسَّق مع المحتلين وطلب إذنهم قبل اقلاع طائراته من مطاراته.. لم يخبرنا النشامى كم تبلغ يومياً، وعلى مدار أشهر الحرب، أعداد شاحنات إمداد جيش الاحتلال بالخضار والعصائر الهاشمية؟!
ولم يقل لنا نسور أم الدنيا كم من الآلاف بلغت أعداد أكداس شاحنات الأغذية والأدوية المتوقفة ما بين العريش ورفح دون السماح لها بالعبور لإغاثة واسعاف ومداواة الأشقاء الجوعى والجرحى والمرضى؟!
وما مما يدعونا لسؤال الإماراتيين عن أخبار طريق الكاري الهندي الواصل المتصل ما بينهم والكيان الغاصب، عابراً بأمان الله حمى حامي الحرمين الشريفين إلى حيفا المحتلة، معوِّضاً حظر أخوتنا اليمانيين المقاومين عبور السفن التجارية المعادية المتجهة لموانىء فلسطين المحتلة عبر باب المندب.. الصهاينة تكفلوا بالإجابة ؟!
ذات يوم قال صلاح الدين وهو يهم بتحرير القدس لشيوخ المنابر، أريد سيوفكم لا دعاءكم، وكل ما يقوله الفلسطينيون اليوم، وظهرهم للحائط، لمتصهيني أمتهم، لا ننتظر منكم لا سيوفاً ولا دعاءً، ولا نريد منكم إلا كف أذاكم عنا، ورفع حصاركم لنا، وإيقاف تعاونكم مع عدونا وتآمركم علينا.