مهما طالت هذه المرحلة فلابد أن تنتهي لأن دوام الحال من المحال، والدروس التي ستستخلصها منها البلاد ستكون عظيمة لفائدة الأجيال القادمة والمستقبل، وربما فائدتها ستكون أعظم من دروس المرحلة الني سبقتها،
وأول درس سيبقى مطبوعا خاصة في ذاكرة السياسيين الذين أسسوا خطابهم على تمجيد الاستبداد ومعاداة الديمقراطية والحقوق والحريات وهم الآن يكتوون بنار الاستبداد ونسف الحقوق وقمع الحريات هو: لا عدالة ولا كرامة ولا مواطنة خارج مربع الديمقراطية والحقوق والحريات.
الدرس الثاني والذي ربما سوف لن يفهمه الجميع: إذا نشرنا الكراهية والأكاذيب وخطاب الإقصاء والمؤامرة ضد خصمنا، سيأتي خصم آخر من حيث لا ندري ليستعمل ما ساهمنا في نشره من كراهية وأكاذيب وخطاب اقصاء ومؤامرة ضدنا.
الدرس الثالث: بناء الدولة والمؤسسات المنيعة أهم من تركيز السلطات، فالمؤسسات تدوم والسلطة تزول وعندما تزول سلطتنا فلا شيء يستطيع أن يحمينا من بطش السلطة القادمة غير المؤسسات المنيعة.
الدرس الرابع: لا رهان على الجماهير، فالجماهير التي صفقت لصعودنا بالأمس ستهتف لانهيارنا وسحقنا اليوم. لا رهان إلا على القانون والمؤسسات والمجتمع المدني والسياسي ويقظة ضمير النخبة.
الدرس الخامس: لا خلاص من الكراهية والجهل والتخلف إلا بتركيز منظومة تعليمية عصرية تبني الإنسان العاقل المستقل، لا دابة القطيع.
الدرس السادس: الإيديولوجيا والماضوية والديماغوجيا والشعارات الجوفاء لا تصنع إلا سياسة عقيمة وفاشلة. السياسة المنتجة تصنعها الواقعية والبرامج والمشاريع الملتصقة بالواقع وبحياة المواطن.