الموقف القطري في نقدهم لحماس واعتبارها غير مستعدة للتفاوض وطلبها من مكتبها السياسي الخروج ليس غريبا.
الكثير من الاسلاميين في الوطن العربي المؤيدين للإخوان وحماس والحركات الجهادية والربيع العربي اجمالاً دائما ما كانوا يدافعون عن قطر في اعتبار موقفها القريب جدا من الاسلاميين.
قطر دولة صغيرة مهدد نظامها من جارها السعودي منذ التسعينات، سعت أن تلعب بما تملكه أيديها فهي حيث لا يمكنها أن تؤسس لجيش قوي، فأن خيارها كان اكتسابها قوة اعلامية ضخمة مؤثرة وفاعلة داخل الوطن العربي، شملت كل شيء من السياسة إلى الرياضة، بل حتى رعاية المؤسسات الثقافية ودور النشر والتراجم.
ولاكتساب وزن ذا مصداقية شعبية عربية من جهة، ومن جهة أخرى يجعلها تمتلك أدوات فاعلة لخدمة المشروع الامريكي سعت لاحتواء جانب مهم من الاسلاميين ودعمهم اعلاميا .. وسياسيا أيضًا مالم يتناقض مع مصالح الغرب، بل إن سياسة اخبارها التحريرية كانت تصور على إنها ضد الاحتلال الامريكي في العراق، ومع حركات المقاومة بما فيها تأييد الحزب في حرب تموز 2006، وفي حينها كانت قد استقبلت التيارات اللبنانية بعد الانقسام الحاد بين حزب الله وقوى 14 اذار في مايو 2008 ووقعوا على اتفاق الدوحة، وساندت سوريا عندما ارادت الدول الخليجية ومصر عزلها، وكانت قريبة إجمالاً من سوريا وليبيا.
اظهرت مواقفها الحقيقية ورمت بجزء من دعاية المصداقية في اخبارها مع الربيع العربي عام 2011 ضد ليبيا وسوريا، لكنها حافظت على علاقاتها مع الاسلاميين لأن هذا أهم عنصر في أدوات النفوذ لها كما يراها الأمريكي، بالاضافة إلى إن الاخوان كانوا ركيزة في الربيع العربي، لكنه فشل مع تراجع السعودية عنه، وهو الذي شكَّل حلقة المواجهة بين النظام السعودي وحلفائه من جهة والقطريين مع ما سمي بحصار قطر، حيث اعتبرت السعودية والامارات إن المشروع قد يصل إليهم في النهاية، ومن ثم ألقت السعودية بكل قيادات السلفية الحركية من سلمان العودة والطريفي وغيرهم في السجون وألزمت الآخرين بالاستتابة والطاعة كالعريفي وعائض القرني، لكن في النهاية عندما لا تكون قطر مفيدة في هذا الاحتواء وعلى عكس ما حدث مع طالبان حيث نجحت في تمازج مع الرغبة الأمريكية في الانسحاب من أفغانستان، فالوضع مع حماس في الحرب الحالية خارج عن سيطرتها وبالتالي ستنصاع للموقف الأمريكي وأوامره، وهذا سقفها النهائي، خصوصًا مع تأكد عودة ادارة ترامب.
ولكن هل يتعلم الاسلاميين وأنصارهم من كل ما يحدث ؟
أشك.