ماذا يريدون؟

Photo

اضطررت فجر اليوم إلى نقل ابنتي على السيارة، بدل أن تستعمل النقل العمومي. مسكننا بعيد عن المعهد العالي الذي تدرس فيه. القطار متوفر كل ربع ساعة في أوقات الذروة، ومع ذلك، فضّلت مرافقتها على السيارة لتأخذ القطار من مكان أكثر أمنا.

فقد عادت البارحة من باريس ...... خائفة. قالت لي إنّ بعض الناس يقابلونها بابتسامة، للتعبير عن تضامنهم مع أبناء الجالية المسلمة، والبعض الآخر، وهم قلّة، يحاولون استفزاز المسلمين، بسبب الأحداث الأخيرة التي هزّت باريس. وقد استفزّها أحدهم.

صديقتها المغربية التي تدرس معها، دفعها أحد العنصريين بعنف وهي في طريقها للدراسة. تداول طلاب قسمها ما حصل، واتفقوا فيما بينهم، عرب مسلمون وفرنسيون غير مسلمين، على أن يترافقوا في جزء مهم من الطريق، لحماية الفتيات المحجّبات.

السلوك العنصري امتدّ إلى بعض المتاجر. ففي مركز تجاري غير بعيد عنا، تمّ منع سيدة محجّبة من دخول متجر . وقد اعتذرت إدارة المتجر بعد ذلك، عندما علمت السلطات المحلية بما حصل وتدخّلت لفائدة المسلمين.

معظم الفرنسيين يتفاعلون مع المسلمين بإيجابية، لكنّ أقلية قليلة، تكشف عن حقدها العنصري في مثل هذه الظروف.

إرهابان كشفا عن وجههما القبيح، وعكّرا صفو الأمن الذي كانت تنعم به فرنسا: إرهاب بعض جهلة المسلمين، الذي حصد أرواح أزيد من 120 بريئا، وزرع الرّعب في البلاد. وإرهاب لفظي وسلوكي من بعض العنصريين يضع ستة ملايين مسلم في حالة قلق وخوف.

فئتان من حملة الفكر الإرهابي، لا تتجاوز نسبة كلّ منهما، 0،1 من نسبة السكان، تبدّل أمن 99،99 بالمائة المتبقّية، إلى خوف. فماذا يريد هؤلاء؟

"من أجل ذلك، كتبنا على بني إسرائيل أنّه من قتل نفسا بغير نفس، أو فساد في الأرض، فكأنّما قتل الناس جميعا، ومن أحياها، فكأنّما أحيا الناس جميعا". المائدة 32

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات