سيد بن صالح: في أول يوم لك وفي اللحظات التي كنت تلج فيها قصر الرئاسة كانت الشرطة على غير العادة ولأول مرة بتلك الحدة تستعمل الغازات المسيلة للدموع والمياه لتفريق متظاهرين سلميين، لم يقذفوا حجرا ولم يكسروا شجرا ولم يقللوا أدبا على مدار ما يقارب الشهرين. نالوا إعجاب العالم في مسيراتهم المليونية في العاصمة ومختلف ولايات البلاد.
رسالة اليوم الأول واضحة. ترهيب في النهار وترغيب في خطاب المساء. قد يكون صاحب القرار فكر في تجريب شيء من القوة لعلها ترهب المتظاهرين. وعندما عاد لمغازلة الجزائريين في نشرة الثامنة نسي أن يغيّر لغة الخشب تلك التي لم تعد تقنع حتى بونجمة وبن حمو.
سيد بن صالح: أنت تشارف على الثمانين حولا. تقلدتَ بما يكفي من المناصب العليا والسامية بالدولة. والآن سجلتَ اسمك كتاسع رئيس في تاريخ الجزائر المستقلة. إن قررت الانسحاب الآن فزيادة على تلبيتك نداء الشعب وتجنيبك المزيد من الاحتقان ستترك على الأقل لك في أواخر عمرك حسنة يذكرك بها الجزائريون. والعبرة في الذي كان قبلك، وتمعن في خاتمته والصورة التي تركها عند رحيله. والتي لا نتمناها لك. إن كنتم تعتبرون..
سيد بن صالح: هذه الجمعة ستكون بمثابة استفتاء شعبي لمدى تقبل الجزائريين لك. رسالة يومك الأول كانت واضحة، لكن رسائل الشعب أوضح بكثير.
سيد بن صالح: هذه الرسالة موجهة لك ولكل "البلاوات" الثلاث الآخرين. حتى لا تجعلونا نخصص مسيرات مليونية لكل واحد منكم.