تصدير
" قد نصلُ .. و قد لا نصلُ .. يكفي أنّكِ تكاثرتِ فينا و لوّنت حقل دمنا .. لقدْ فعلتِ بنا ما يفعلُه الربيع بالزنابق " - " سوبرنوفا عربية " ص 112
مقدّمة
إذا رُمتَ أنْ تختبرَ منسوب الجودة في عمل روائيّ فخُذْ قلما و ضعْ يمين الرواية أوراقا بيضًا خُطَّ فيها ما يأسرك من سحر العبارة و عمقها .. فإنْ فاضَ ما انتقيْت عن حدود الورقِ أمامك فاعلمْ أنّك إزاء نصّ مبهر ..
ورقة تمهيدية
" سوبرنوفا عربيّة " هي المولود الإبداعيّ الثاني للروائيّة ليلى الحاج عمر .. و به يستوي عندها عدد الولادات الأدبيّة مع عدد الولادات البيولوجيّة .. و لعلّه من قبيل الصدفة المحضة أنْ نجد الرواية الأولى " برزخ العشّاق " تحمل في بعض تفاصيلها رصانة و تعقّلا هــما من خصال الابنة البكر مريم ( التي حمل عنوان المسودّة الأولى اسمها ) و نجد الرواية الجديدة في الكثير من جزئيّاتها منطوية على شطحاتِ جنون علّي أرى فيها بعضًا من أسامة .. الابن المُلهم الذي حمل في ذهنه بذرة "السوبرنوفا " قبل أن تُثمر البذرةُ نصا إبداعيا آسرا خطّتها ريشة والدته .
رواية ثانية تنضاف إلى مراكمة فكريّة و إبداعية نرى ليلى الحاج عمر من خلالها و قدْ ألفتْ عشرات المقالات المنشورة في عدد هام من المواقع الالكترونية التي يُعتدّ حقّا بما يُنشر فيها من أعمال و هو ما وسّع على مدار السنوات الأخيرة من قاعدة قُرّائها و أوْجد جسرا حقيقيّا من التواصل و التفاعل إلى ما يتميّز به قلمها المُثير للذائقة من أصالة و صدق و اختلاف .
الورقة الأولى : "النصّ المُربك "
" طوبَى لشيء غامضٍ
طوبى لشيء لم يصلْ" درويش
تنفتحُ الرواية على حدثٍ خارق .. ذاتٌ عاقلة تروي بضمير المتكلّم المفرد حكاية طردها منذ ملايين السنين من قلب نجمة . ذاتٌ مبعثرة تسبحُ جذلى في لا نهايات الفضاء لتستقرّ مع النيازك و السحب على الأرض الحمراء المتأهبة للمخاض العسير .. مخاضِ الحياة … سوبرنوفا تختزلُ العالَم والأسطورة و تذكّرنا بالمشهد الأول الذي استُهلّتْ به رواية " برزخ العشاق" … تلتقي الروايتان في هذا الاستهلال العجائبيّ المخترق لآفاق انتظار القارئ و تفترقان فيما دون ذلك من دلالات و إيحاءات .
صلب الرواية لا تتوقّف ليلى الحاج عمر عن التلاعب بالأزمنة .. و هو تلاعبٌ يتجاوز حدود الثنائيّة السرديّة الكلاسيكية : " الومضة الورائيّة " و" الاستباق " ليطأَ مدارات أخالُها مستحدثة في الكتابة الروائيّة العربيّة .. فالزمن ههنا ليس أداة سرديّة تكتملُ بها حبكةُ القصّ إنّما هو مدارُ الكتابة وإكسيرُها . يتنزّلُ منها منزلةَ المركز ..
زمنٌ تطرّزه غزلان - وهي أيقونة الرواية – بدواة من سحر و جمال .. زمن ينطّ في أبواب " سوبرنوفا عربية " و فصولها فكأنّه طيرٌ مذبوح حينا و كأنّه أحيانا رقصة الفرح الساكن بيْن الأضلع .
و في ثنايا الحكاية الأمّ تتناثرُ حكايات و حكايات كنجوم مبعثرة في سماء . يعترضك الحدثُ بعمقه و إثارتِه .. تعيشه و يستحوذ على قطعة من روحك .. لكنْ سرعان ما يُخاتلك النصّ فيرميك في دروب القراءة بعيدا .. حيثُ تفاجئكَ عوالم أخرى فاتنة .. مؤلة …حارقة .. تستغرقك العوالم الجديدةُ بوميضها فتُنسيك و لو إلى حين ذاك الحدثَ الأوّل ..و ما إنْ تخالُ أنّك قدْ سلوتَه حتى يعودَ إليْك محمولًا على أثير السوبرنوفا .. يعود أكثرَ إثارةً و أشدّ عمقًا .
و في النسيج المتشابك لـ " سوبرنوفا عربية " تستوقفك شخصيّة غزلان وتملأ عليك فضاء القراءة … امرأة بحـــجم الوطن ..و طـــعم الصمود .. وألق البهاء .. سادنة القبو و حارسة الحلم و الشاهدة على المآسي الحارقة. و هي في الآن ذاته مزيّنة الأفق الآتي بألوان الرؤيا و الأمل . قالت عنها ليلى " غزلان صارت جزءا من الأسطورة " ( ص 95 ) و كان الأجدر أن تقول : غزلان هي الأسطورة برمتها .. إنها في ثنايا النصّ آلهة الفنّ والثورة و الزمن ترسم معالم ميتافيزيقا جديدة متوهّجة.. ميتافيزيقا الإنسان المؤمن بالحرية .
يراوغك النصّ باقتدار و حنكة و يدعوك في كلّ آن أنْ تظلّ معه .. و فيه .. يقظا .. متنبّهًا .. حتّى لا تنفلتَ أنجمُه من بين يديْك .. و هولا يأْبه كثيرًا بحيْرتِك و سؤالك .. بلْ لعلّه يرومُ أنْ يبذرَ في أعماقِك حيْرة السؤال و أن يُزيحَ عنْ عينيْك ضبابَ السكينة .. علّكَ ترى . أوَلمْ يُصدّرْ أحدُ فصولِ هذه الملحمة بقوْل أنشتاين : " أجملُ إحساس هو الغموض .. إنّه مصدر الفنّ و العلوم " . ( ص 55 ) .
الورقة الثانية : "النصّ المتأرجح "
" أنا لا أحبّكِ
كم أحبّكِ " درويش
تبدو الرّوايةُ بدءا منذ عنوانها المثير مسكونة بجملة من الثنائيّات المكتنزة بشتّى الرّموز و الإيحاءات فمِن أوجه الألق الإبداعيّ التي يستشعرُها قارئ " سوبرنوفا عربية " تلك المراوَحة العذبة بين عالميْن متباعديْن .. عالم الهيولى .. و عالم المادة ..أو عالم الخيال المشرع و عالم الواقع المنشدّ إلى جذور الأرض .. نقرأ في الصفحة التاسعة و السبعين : " مُترعا بالألوان و الأصوات , مُتخما بالحيرة , مفعما بالرّعب و الحبّ , متبخّرا كالقطر , يعود إلى مكتبه , يمدّ يديْه و يشبك أصابعه و يوغل في التفكير , كيف يحوّلُ كلّ هذا السديم في رأسه إلى فكرة ? "
و نقرأ في الصفحة التي تليها : " هل يمضون ?لم يعووا قادرين على العودة و لا على المضيّ , كلاهما محفوف بالعدم , كلاهما الندم , أيّ بلاد هذه التي لا تمنحُ أبناءها موطنَ قدم آمنا ? يصرخ شابّ حانقا و هو يسير في اتجاه الحقل " .
هذان السياقان النصّيان و غيرهما كثير في الرواية يختزلان تلك المفارقة المحيّرة التي ينطوي عليها العنوان و التي تثيرُ في ذهن القارئ سؤالا جوهريا هو : كيف تكون السوبرنوفا بما هي حدث فلكيّ كونيّ مخصوصةً بكونها عربيّة ? و من هنا ينفتح باب التأويل و يخرج هذا العمل الإبداعي من بين يديْ كاتبته ليكتسبَ له مع كل قراءة فهما جديدا و ليحلّق مع كلّ عملية تقبّل – في أي شبر من هذا الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج – في مدارات و آفاق متجددة .
" السوبرنوفا " في رواية ليلى الحاج عمر استعارة كُبرى تُفصح في صميمها عن رؤى متعدّدة تتأرجح بالأساس بيْن السياسي و الفلسفيّ .. هي استعارة لموجة من الانفجارات الشعبية التي انتشرت و مازالت تنتشر في أرجاء أمة لم تكدْ تخرج طيلة عقود بل فرون من " بيْت الطاعة " حيث الاستكانة و الخضوع و التسليم .. و عنْ قصد اختارت الكاتبة حدث السوبرنوفا لتوشح به عنوان روايتها و لتبثّه في تفاصيل أحداثها إذْ فضلا عن كونه حدثا مُلهما مُترعا بالدلالات و الرموز فهو حدث مركّب بمعنى أنّه يقوم على ثلاث لحظات مفصليّة هي الانفجار و التشظي فالانشار في السديم بما يشبه الفوضى الكونية العارمة فالانجذاب و التكتّل المولّديْن نجما جديدا مفعما بحياة خصبة فتيّة . و هذا يعني أنّ الانفجار في السياق السوبرنوفي ليس حدثًا تخريبيّا يُقوّض و يهدم – و إن كان في ظاهره يوحي بذلك – إنما هو في أصل تكوينه و في قدريّة تشكّله حدث قائم على الولادة و الانبعاث .
مثل هذه الاستعارة الملهمة لا يمكن في النهاية إلا أن تضع القارئ أمام قراءة متفائلة للثورات العربية المتتابعة – وآخرها ما نراه اليوم في الشقيقتين الجزائر و السودان – ففي مطلق الأحوال تنبئ هذه الثورات عن أفول أنجم الأنظمة العربية المتهرّمة – مع اعتذاري عن استعمال كلمة "أنجم" – و ليس هذا الأفول و إن شابته مظاهر الفوضى و الارتداد إلّا إنباء عن قرب ولادة أكوان عربيّة جديدة .. أكوان عربيّة تشرق فيها أنوار الحرية و الوعي . لن ينبعث طائر الفينيكس هذه المرة من رماده القديم إنما سيكون انبعاثه على الشاكلة السوبرنوفية الفريدة .. ضوءا مشرقا يمحو ظلمة الماضي و طاقة خلّاقة تقطع مع أسباب الفرقة و الانقسام . إنه ذاك النجم الذي بزغ في آخر فصول الرواية .. يقول الراوي : " من هنا تبدو نجمة . أضواؤها ليلا عناقيد لؤلؤ .و في النهار يتعرّى بهاؤها . جبل من الجمال يمتدّ من السفح ليصلَ القمّة . " ص 190
و في الزاوية الأخرى من الرواية ..
بعيدا عن صخب الانفجار الكوني و امتداده المجنون يمثلُ قبْو غزلان في ضيقه و رحابته لغزًا لا يقلُّ في رمزيته و عمق دلالاته عن السوبرنوفا ذاتها .. في ذاك القبو .. " هناك حيث الزمانُ يراكم قرونا بعضَها فوق بعض كرقائق الملح "( ص 103 ) يتشكلُ العالم من جديد و يتجاور الماضي و الحاضر و المستقبل في صورة زمان سرمديّ تُعلّق على الجدران فيه لوحات تُجمّد اللحظات المثيرة في تجارب العابرين ..
في القبوِ نبع لا ينضب من كتب لا أحد يدري كيف تأتي بها غزلان لأبنائها المتعطّشين للمعرفة و العلم و الشعر .. و فيه صندوق يعلوه الصدأ طالما حامت ميْ حوله لاستكناه ما يختبئ داخله و لمْ تنفتحْ أمامها أبواب السرّ الغامض إلا في نهايات الرواية " حين اقتربت منه وجدتْ القفلَ الحديديّ مكسّرا كأنّما ضربته فأس قويّة و الغطاء مشرعًا بتهتّك . و من الداخل تنبعث جلبة شديدة و تعلو أصوات كثيرة و مختلطة و متداخلة و متصادمة , جلجلة و هرج و تنطّع و تعنّت و إعوال و نعيق و صداح و نواح . " ( ص 192 ) .
و الحقّ أنه ما كان متاحا للنجمة الجديدة أن تشرق لو لم يشرع باب الصندوق و تتناثر منه أصوات الماضي المترع بالآلام و السواد . هي لحظة المكاشفة مع الذات تتجلّى في وضوحها و صدقها و تنفتحُ بها في عمق الكتابة الإبداعية و فيما سيتلو الكتابة من قراءات آفاق الآتي الحالم . إنها لحظة رفع الستار عن البشاعات التي انغلقت على جدرانها أقبــــية الأنظمة المترهّلة .. و هي في الوقت ذاته تعبيرٌ إيحائيّ عن إيمان راسخ لدى الكاتبة بأنّ ظلام القبو و إن طالت به الآماد منته حتمًا إلى إشراقة نجمة الحرّية الفاتنة .
أمّا نجمة " سوبرنوفا عربية " فتكتسبُ فيما نرى جزءا هامّا من بريقها من ذاك التأرجح الآسر بين تخوم الألم الممضّ و آفاق الأمل الملهم ..و من تلك المراوحة الشفافة بيْن زمن يرسو بأشرعته بعيدا في غياهب الذكرى وزمن آخذ في التحليق الحرّ للإمساك بنجمة الآتي المقبل .
و بين السرياليّ و الواقعي يجد القارئ نفسه و هو يتجشّم رحلته الذاتية عبر نصّ يحمل بين تفاصيله رحلة كون كلّما ألقى بواحدة من نجومه في ثنايا العدم بعث الحياة في نجوم جديدة تجتمع من رحم الفرقة و التشظّي .
الورقة الثالثة : "نصّ الرحيل و العودة"
" و الآن بحرٌ .. كلّه بحرٌ
"و مَنْ لا برَّ لهْ
لا بحْرَ لهْ " درويش
يستغرقُ حدثُ الرحيل الجزءَ الأهمّ و الأكبر من " سوبرنوفا عربية " وفيه تسافر ميْ ابنة غزلان للبحث عن إخوتها الثلاث : الأخ العالِم ..و الأخ الشاعر ..و الأخ الحامل لمشروع فكريّ أو سياسيّ .. يحملها الطريق مع رفاق السفر نحو البحر. و في هذا الرحيل المزدحم الصّاخب تُختزلُ الحياة برُمتها فيجتمع الجلّاد بضحيّته و يلتقي الحبّ بالكراهية و يتعانق الموت و الولادة .. تتلاشى الحواجز بين البشر و تتهاوى كتل الجليد ليرتسم المشهد في سريالية فريدة .. حتّى لَيتراءى لقارئه جداريّة حُبلى بالصور والمعاني تتراكم فيها ألوان الوجود و طبقات الزمن .
يقول درويش : " في الرحيل الكبير أحبّكِ أكثر " .. و في هذا الرحيل الكبير الذي يجتاح تفاصيل الرّواية لا يملك قارئ " سوبرنوفا عربية " إلّا أن يحبّها أكثر .. فأكثر .. إذْ لا مهربَ له من أنْ يعشق ميْ و يألفَ رفاقها .. الرجلَ الوسيم الأشيب .. و المرأةَ صاحبة العصا و الديك .. و صاحبَ الجثّة الضخمة .. و المرأةَ الحامل … و الطفلَ إيلان باعث الفرحة في أنفس الرّاحلين .. فسيفساء بشرية تشغلُك بتفاصيلها أثناء القراءة و تسكن أغوارَك بعد أنْ يكونَ النصُ قدْ تلبّس روحك و ذهنك .
ما أمرَّ أنْ يولدَ بيْن عتبات الرحيل الكبير صبيّ تختارُ له والدتُه من بين الأسماء جميعا اسم " مطرود " و ما أحلى أنْ تضمّه ميْ إلى صدرها وتقــــــول : " سيكون نجما ولـــــيدًا و سيضيئ طـــــــريقَنا إلى الكواكب" ( ص 132 )
يسقط مَن يسقط في الطريق ..و يتوهُ مَن يتوه لكنّ الرحيلَ مستمرّ فجذوة السندباد متوقّدة في الأنفس الهاربة من جحيم المكان .. و رائحة البحر أقوى من أنْ تُقاوَم ..
تتواصلُ الرّحلةُ متحدّية الألغام و العثرات ضاربةً في أرجاء الأرض حتّى تبلغَ هدفها .. الأزرق الممتدّ ..
حينها تعود الكاتبة إلى ممارسة لعبتها السرديّة الأثيرة .. فتخترق آفاق انتظار قارئ نصّها و تحكمُ على ميْ و رفاقها الأقربين بعدم ركوب البحر .. و لنْ يكون هذا الاختيار السرديّ تعبيرا منها عن عبثيّة الرحيل بقدرِ ما سيحملُ رؤية فكرية و حضاريّة ما انفكّتْ ليلى الحاج عمر تدافع عنها في مختلف كتاباتها و مفادها أنّ الخلاصَ الحقيقيّ لا يكون إلا بالتصالح مع ذواتنا . يقول الرّاوي : " وسطَ مزيج الألوان و الرّوائح أدركوا أنّ الحياة ممكنةٌ هنا و أنّ الفرحَ ممكن و الحبَّ و الأحلام و أنّ البلدَ السعيد قدْ يوجدُ هنا . يكفي أنْ يلجوا الزمان و المكانَ بملامح جديدة " ( ص 149 )
سينقلبُ الرحيلُ إلى عودة و سيدرك الجميعُ أنّ الهجرة الحقيقية لا بدّ أن تكون داخل الروح لا خارجها : " لنهاجرْ إلينا .. لنهاجرْ إلينا أوّلا " ( ص 164 ) و أوّلُ مَن سنراه يسلك طريقا إلى ذاته هو الجلّاد نفسه .. الرجل صاحب الجثة الضخمة .. ذاك الذي امتهن القتل طيلة حياته قبْل أن يعرف الحبّ طريقه إلى قلبه فيطهّره من أدران الماضي و يعمّده في محراب النقاء الإنسانيّ .. رحلة وجوديّة عميقة تجعل قارئ " سوبرنوفا عربية " يتعاطف – و ياللغرابة – مع جلّاد كان لا بدّ أن يرحلَ في النهاية ..
كيْ نعرفَ طريقنا إلينا و حتى نشقّ لنا في دروب الآتي مسلكا إلى نجمة الحرّية الموقدة .. وبموت الجلّاد في الرّواية ينفتح باب الآتي و يصير الحلمُ ممكنا أكثرَ فأكثر فتنغلق الملحمة على مشهد مكتنز بالإيحاء و مفعم بالأمل : " استداروا نحو الباب و كأطياف في لوحة جديدة ساروا نحوه رافعين هاماتهم و في الحين دلفوا إلى الضفّة الأخرى و ابتــلعهم الضوء " ( ص 194 ) .