أجرى قيس سعيد حوارين أحدهما لفرنس 24 العربية والآخر بالفرنسية في نسخة قصيرة 17 دقيقة، وقد اختلفت الأسئلة حسب الجمهور الموجه له الحوار. اللافت مثلا في حواره، النسخة الفرنسية، تعليقه على لائحة طلب الاعتذار من فرنسا. إذ قال الرئيس حرفيا "المثل الفرنسي يقول من يعتذر يتهم نفسه"
فرد المذيع سريعا "ولما لا؟"،
حينها أجاب سعيّد "نحن ننظر نحو المستقبل، التاريخ وصفه ماكرون نفسه بكونه شهد فترات مضطربة"،
هنا استوقفه من جديد المذيع "ماكرون نفسه اعترف بجرائم ضد الإنسانية في الجزائر"، فرد من جديد سعيّد
"هذا في الجزائر نعم"، استوقفه مجددا المذيع "كان الأمر مختلفًا في تونس؟"
وهنا قال سعيد "كانت هناك جرائم في تونس وفظائع لكن الأمر مختلف، في تونس كنا تحت حكم الحماية وليس الاستعمار المباشر كما هو الحال في الجزائر لكن في جميع الحالات دفع التونسيون غاليا ثمن استقلالهم.
المذيع مجددا "إذًا ليس لديهم الحق في اعتذار؟" سعيّد: لديهم الحق لكن صياغة الاعتذار ليس كافيا، ربما اعتذار مع مشاريع وشراكات، ربما هذا أهم من اعتذار .. يمكن طلب تعويض.. المذيع: هل طالبت به؟
سعيّد: لا لم أطلب ذلك أبدا. أولا اللائحة لم تمر، ثم هي ليست بريئة، لما نطالب بعد ستين سنة بالاعتذار؟ أعتقد أن هناك أحداثا تاريخية واضحة وجلية، الفرنسيون أنفسهم يعترفون بها وأعتقد ان طلب الاعتذار يكون بطرق أخرى وليس بلائحة".
أولا في 2 دق هذا درس لكل إعلامي عربي، كيف يمكن أن تفتك الإجابة، أن لا تترك الضيف ينطلق في حملة تفسيرية دون معنى، وأيضا دون صراخ وانفعال. صفاء في الذهن، انتباه لكل كلمة، إيقاف الرئيس متى كان ذلك ضروريا، أسئلة قصيرة، صيغة لا تقبل ردا معوما..
ثانيا هذا رد سعيد بعيدا عن من اقتطعه من سياقه أو من حاول تخبئته كأنه عيب. الرجل له أفكار واضحة إذا كانت الاسئلة دقيقة ومركزة ومع متابعة من المذيع. حرمنا لأشهر من اكتشاف تصورات عند الرئيس، ونسب له الكثيرون أفكارا لا يبدو انها افكاره وهناك حتى من وظفه في حملته الانتخابية وهو على ما يبدو لا يجمعه به أي شيء فكريا، هناك من درس عنده وكتب أطروحات في تفسير رؤية سعيد أعتقد أنهم مطالبون الان بإعادة النظر فيها وخاصة أرجو أن يقدر الإعلام التونسي المحلي على استخراج هذه الإجابات المهمة ولا ننتظر تنقلات خارجية لفهم المزيد عن فكر رئيسنا.