في كل مرة تتأزم الأوضاع ويصل السكين الى عظم الشعب ولما يبدأ هذا الأخير يتأوه يخرجوا عليه ببدعة الهدنة الاجتماعية،لأن للهدنة الاجتماعية عندهم معنى واحد أصمت أيها الشعب أتركنا ننخر حتى ما وسط عضامك،وطبعا كل من يصرخ سيعتبر خائن ولا يراعي مصلحتهم الوطنية ويضع في العصى في العجلة ويعطل في عمل الحكومة والبرلمان وربما مأجور لجهة أجنبية ربما الامارات عند البعض وقطر عن الاخرين وفرنسا عند شق ثالث وتركيا عند رابع …
الهدنة معناها أتركوننا نسلخكم في صمت وننهبكم في صمت،فالهدنة في الأصل في الحرب وتعقد بين طرفين وتصمت فيها المدافع والبنادق من الطرفين أما الهدنة الاجتماعية فهي التزام من طرف واحد هو الشعب والفئات الشعبية أساسا عليها أن تصمت طيلة مدة الهدنة وتتركهم يمارسون هاويتهم في قصفها بكل أنواع الاسلحة.
فهل من هدنة في البطالة بحيث ينتدب عشرات الألاف من الفقراء المعطلين، طبعا لا لأنه بالقانون وبالالتزام مع صندوق النقد الدولي لا انتداب بل المطلوب تسريح الموظفين والعمال،هل من هدنة في الفقر بحيث يسن قانون للحد من الفقر والتقليص من الفقراء،طبعا لا لأن الدولة معنية بدعم المستثمرين الاجانب وليس الفقراء،
هل من هدنة في خلاص الديون قطعا لا هل من هدنة في التداين ايضا لا،هل هناك هدنة في ارتفاع الأسعار طبعا لا لان السوق حر وسيقال انه قانون العرض والطلب،هل من هدنة في التهرب الضريبي بالعكس هم يطلبون هدنة حتى ينعم المتهربون بما يغنمونه من الشعب في هدوء وسكينة…
اذن هم لا يطلبون هدنة اجتماعية هم يرفعون شعار مظلل،هم في الحقيقة يريدون استسلام اجتماعي ليستمروا في نهب ما بقي من دولة ومقدرات شعب وفي صمت مطبق …