انتصار آخر يتحقق. الله أكبر.... يقولون انه انتصار على الرئيس بعزل كل وزراءه. رئيس خذل كل من صوت له و لم يبقى لديه الا خوض المعارك الخاسرة و الوهمية و الحديث عن الدستور و فصوله و تأويلاته.
يقولون: هذا التحوير يجب ان يمر كلف ما كلف... الحديث عن الفساد او تضارب المصالح اصبحت "تفاصيل".
قبل هذا التحوير كانت هناك "معركة" اخرى اسمها تزكية حكومة المشيشي حتى لا تعود المبادرة للرئيس... و الهدف المعلن (للتبرير) هو المحكمة الدستورية و تغيير قانون الانتخابات. طبعا لم يتحقق اي شيء من هذا....
قبل ذلك كان هناك رفض للمشيشي لأنه مرشح الرئيس و كانت اسمها حكومة الفاتح من سبتمبر!! انقلب المشيشي على الرئيس ليصبح رجل دولة و بطل قومي... و وجب دعمه لإنهاء حكومة الفخفاخ بسبب تضارب المصالح.
قبل ذلك كان الفخفاخ نفسه الذي وجب دعمه حتى يذهب الشاهد ... و قبل ذلك كان الشاهد الذي بدأ كمرشح للرئيس السابق و قيل فيه ما قيل... ثم انقلب على الرئيس فاصبح شريكا و رجل دولة و بطل قومي... ثم انقلب على من دعمه مرة خرى فرجعت الاوصاف القديمة نفسها!
هذه هي المعارك باختصار: من ينقلب على من و من يثبت انه الذي يمسك بالسلطة؟؟ اتابع ما قالته و تقوله كل الحكومات و لم اجد اي وثيقة يمكن ان تذكر الناس ان هناك "برنامج حكم"... معارك حولت الفساد و تضارب المصالح الى تفاصيل و هوامش و حولت الغش و التلاعب الى ذكاء و حكمة و دهاء. أما الحديث عن الحكومات السياسية و عن الكفاءة و شروط القيادة فهو حلم...
لا استغرب من نخبة تتصارع على السلطة بل استغرب في من يصدق و يبرر و ينتظر حلقة جديدة من مسلسل التحوير القادم او مسلسل رئيس الحكومة القادم.
استغرب في من يعلن الانتصارات في معارك وهمية.. معارك لا علاقة لها بالاقتصاد و لا بالصحة و لا التنمية و لا التعليم.
10 سنوات و لا تزال التبريرات متواصلة... ثم يسأل الناس لماذا تأخر الانجاز و تأخر التغيير و لم تطبق الوعود؟
حفظ الله البلاد و العباد... و إلى تحوير قادم... أقصد تحويرا في القناعات أولا يبدأ بالكف عن التبرير، و يقيم الآداء حسب البرامج و الانجازات و الاصلاحات الفعلية بدل إعلان الانتصار في معارك وهمية.