تلجأ الأنظمة القهرية في سعيها لبناء قلاع القمع إلى إيجاد القائد الرمز الذي تدور حوله فظاعة الاستبداد وتخشاه الجماهير، ثم تبدأ بفبركة حكايات عن حصافة وحكمة ورجاحة عقل الزعيم الألمعي الشجاع، وخدماته المبجلة للوطن، وتضحياته المشهود لها في سبيل رفعة الشعب وعزته.
للمرة الالف أثبتت المدعوة سعيدة قراش الناطقة الرسمية باسم القصر, أنها لا تصلح ,لا للسياسة ولا للاعلام ,وماهي الى نموذج لتلك الكفاءات "المضروبة" واللامسؤولة ,للسبسي والقادرة على تخريب أربعة دول.
لا يكاد يمر حدث داخلي أو خارجي، هام أو تافه إلا وينقسم إزاءه التونسيون صفّين متعارضين. تصلني حاليا وبعد دقائق من نهاية مباراة الترجي والأهلي أصوات منبهات السيارات، فرحا -بطبيعة الحال- بانهزام الترجي.
طبال و زكرة و جماهير حمراء غفيرة على طريقة ذكرى السابع و صور عملاقة لوريثه الحاكم بجبوج حامي الدولة المدنية و شعارات مزيفة من ارشيف الشعب الدستورية و حداثة مقرفة و مكتسبات بايتة و انجازات قارصة و مجمرة يستعرضها كبار الوشاة و رؤساء لجان التنسيق و طقوس بهلوانية تقرب لعصور الجاهلية عفى عليها بوسعدية و
فرق شاسع بين جرذ الدولة ،ورجل الدولة، وشتان بين هذا وذاك....
المفارقة أن الشعوب العربية قامت بطرد الرعاة المحترفين واستبدلتهم برعاة هواة، فصار عليها أن تعلمهم مبادئ الحرفة التي لم يخلقوا ولم يتعلموا ولم يتدربوا من أجل القيام بها.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع