اننا في أواخر التسعينات و المخلوع يحكم…
و حبرت المفكرة و المحللة السياسية فاطمة الكراي مقالا طويلا عريضا على 4 صفحات بجريدة الشروق تحت عنوان "في ذكرى زعيم الوطنية و رمزها " لتبين فيه العمق الفكري و الثقافي لبورقيبة و تأثيراته الايجابية على النمط المجتمعي…
أو سربت الصحفية الاستقصائية شهرزاد عكاشة بشجاعتها و بسالتها التي لا نرى لها مثيلا اليوم رسائل بورقيبة السرية التي بعثها لبن علي و هو يتوسل منه الرحمة و الشفقة و الحرية و ذيلتها ببعض الاسطر لشتم النظام الحاكم العميل و وزرائه الفاشلون الجهلة…
أو كتبت المثقفة و الجامعية و الكاتبة و الناشطة ألفة يوسف تدوينة فايسبوكية روحانية تترحم فيها على المجاهد الاكبر و محرر المرأة و باني الدولة المدنية الحديثة زعيم زعماء زمانه الحبيب بورقيبة و ختمتها بجملتها الشهيرة " بعيدا عن الرداءة و الصخب "...
أو خرجت عبير موسى تجري في ساحة المقبرة تزغرد مع ثلة من الكفاءات و رموز الدولة الوطنية بالشعارات و الاعلام و صور الزعيم الصغيرة و العملاقة و هي تصرخ و تغني " يا سيد الأسياد يا حبيبي يا بورقيبة الغالي "…
حتما كانت وضعية الدجاجة المصلية في احدى منتزهات الداخلية اقل ما كان سيجود به سيادته !
تحيا ثورة البرويطة...تحيا الحرية !
في ذكرى وفاة بورقيبة :
طبال و زكرة و جماهير حمراء غفيرة على طريقة ذكرى السابع و صور عملاقة لوريثه الحاكم بجبوج حامي الدولة المدنية و شعارات مزيفة من ارشيف الشعب الدستورية و حداثة مقرفة و مكتسبات بايتة و انجازات قارصة و مجمرة يستعرضها كبار الوشاة و رؤساء لجان التنسيق و طقوس بهلوانية تقرب لعصور الجاهلية عفى عليها بوسعدية و فرق العيساوية…
ثم تجدهم يتصدرون فيالق الحرب على الجهل و التخلف و ينصبون انفسهم حراسا على الوطنية و بشمركة يضربون كل من تسول له نفسه الرجوع إلى الوراء…حتى انهم يطالبون بباتيندة لصفحات التاريخ و أصل تجاري للماضي يفتحونه متى يشاؤون و كيف يريدون…و هم أنفسهم للتجاوز يتوسلون…و لطي صفحة الماضي يطالبون…بئس الوطن و الوطنيون !