ان الادعياء الذين يُشرّعون "للمستبد المستنير" وللزعيم الراعي، لا يهينون شعوبهم فقط حين يحولونها الي قطيع لا يعرف مصلحته، ولا يخربون فقط التراكم التاريخي الضروري لبناء المؤسسات، وانما يمثّلون ايضا اكثر القوى رجعية واكثرها تدميرا للدولة.
لعلّ اكثر ما يدفع المرء الي التفكير في فترة ما بعد الانقلاب ليس فقط تماوُت بعض المثقفين بشكل مُهين وانما ظاهرة اكثر دهشة وسفاهة: كيف يكون المرء- وفي كَرّة واحدة- تقدميا تنويريا وحداثيا وفي نفس الوقت مساندا للانقلابات؟
Les Semeurs.tn الزُّرّاع