لقد أضحت النقابات معقلا تباع فيه وتشترى جل القضايا والمآسي بأزهد الأسوام…النقابيون المثقفون أصحاب الشهادات المافيوزية الذين لا يعلمون حتى طرق الجامعات من أين تسلك.. باتو يتملقون في الدفاع الشرس عن العمال والكادحين فتراهم يحدثونك عن تشيقيفارا و عن رموز النضال والكفاح… إن كل النظم والأخلاقيات تداخلت في نفسي وأصبحت أتساءل؟
أي مخلوقات هاته التي تنصهر مع منظومة الأعراف لتبيعهم المزيد من قطرات العرق الممزوجة بالدماء؟ كيف لموكل عن اكثر الطبقات المهمشة أن يبعهم بقليل من العظم المغمس في عفن البرجوازية القذر؟..لقد أضحت السمسرة لغة العصر في هذه البلاد الضالة و أصبح النفاق و لعق الأحذية كتلة من الأخلاق المعصرنة لنصرة الحاكم على الكادحين….
نقبائنا كقطيع الضباع يفترسون الضعيف ويأكلون الجيف وبقايا السباع تقودهم المصالح والرذائل ويختفي عندهم كل طالب حق… عندما تخاط القوانين على أقيست الخياطين لن يلبسها إلا أصحاب القصر وعندما تكون الديمقراطية في أسفل الدول ستحوم حولها الغربان كالجيف في منخفضات الأرض…
قفوا جميعا أيها الأموات فوق الأرض واصرخوا بأعلى أصواتكم ضد خفافيش الظلام ونادوا بالحرية والانعتاق…
قفوا ايها الاحرار فقد سرقوا منا أصواتنا وصراخنا وبتنا نهمس في الآذان الصماء ولا احد يستمع إلينا..