باهي، كثرت الأرقام و المواطن الي اختصاصو خاطي الاقتصاد و المالية، ينجم يمشي في بالو انو اليوم تحلنا باب العرش و هبطت علينا كنوز سليمان، لذا باش نحاول لو تسمحو نعطي التوضيحات التالية:
في النوع هذا من المؤتمرات، تصير أساسا وعود، و الوعود هذي من عند الدول تكون من نوعين : أما تمويل (قروض) أو هبات، إذا ما فماش توقيع، فهي وعود فقط، و حتى التوقيعات تصير أما على عقود فعلية (وقتها نهائية و صحيحة) أو مذكرات تفاهم (وقتها بداية عقد، و تنفيذو مرهون بالاتصالات المستقبلية بين الموقعين)… بالنسبة للمستثمرين الخواص، الحكاية في نهارين )يعني اذا ما ثماش تفاهمات و دراسات سابقة و اليوم مجرد احتفال بالتوقيع النهائي للعقود( قلنا اذا الحكاية في نهارين، فما تنجم تكون إلا إظهار الاهتمام بالمشروع الفلاني أو العلاني، و تجسيم الاتفاقات هذا مرتبط بقدرتنا على توفير ظروف تشجع المستثمر على التجسيد الفعلي لاهتمامو…
راهي فلوس ممكن تدخل لتونس، موش دخلت و راهي فلوس استثمار مجعولة باش نبنيو بيها حوايج للمستقبل و موش باش نفرقوها شهاري و منح، لذا بجاه ربي إعلموا على أن لا يتحول الموضوع الى دافع لاحتجاجات اجتماعية فورية و كل حد يحب ياخذ بايو.
يقول القايل مالا علاش هالبوبلي الكل :
واحد، رغم كل شي، ما هياش وعود تخلقت من الخيال، هذي وعود من عند دول و مؤسسات مالية عالمية، يعني رغم كل شي، إذا نخدمو خدمة صحيحة بعد المؤتمر، انجمو نجسدو جانب كبير منها،
اثنين، و هذا الاهم، 70 دولة حاضرة، يعني ثلث العالم، و اليوم تونس رجعت لخارطة الاستثمار العالمي، بعد فترة ما تخرج أخبارنا إلا على عمليات إرهابية دموية، خذينا نهارين دفعنا فيهم العالم أنو يحكي علينا كوجهة استثمارية، و حتى البوز الي صار على كلمة فالس باهي، و تنبيرنا على المذيعة الي تسأل في وزير "قداش لمينا" كإنها في طهور، باهي، نحن بلاد تضحك على الفازات الي تصير لمسؤوليها و نحن بلاد تنبر على روحها و هذا أمر عادي؛ نحن بلاد تنجم تضحك من نفسها، هي بلاد حية، و هو حال كل ديمقراطيات العالم، و نحبو ديمقراطيات العالم تشوفنا كيفهم.
ثلاثة، و ربي يبقي علينا الستر، المؤتمر نظمناه في قلب العاصمة، موش في نزل منزوي في بقعة بعيدة، هذا معناه قدام العالم انو عندنا الثقة في أمن بلادنا، و نجاحنا في التنظيم بإذن الله هو رسالة لكل العالم انو تونس بلاد مستقرة و تحب تخدم.
اربعة، نجاح المؤتمر، يأدي لنتائج اخرى، الصينيين مثلا، اقترحوا على تونس تنظيم مؤتمر صيني للاستثمار في بلادنا في أول 2017، عموما هوما ما يحبوش يكونو في منافسة مع الأوربيين و الامريكان، و اقتراحهم هذا زاد أكد الفكرة هذي.
خمسة، رؤساء وزراء دول البينيليكس (اختصار انغليزي لأسماء دول بلجيكا و هولاندا و اللوكسمبورغ) جايين لتونس في زيارة عمل نهار الاثنين، و نجاح المؤتمر يطمنهم انو بلادنا لابأس و يشجعهم على مساندتنا أكثر اقتصاديا و دبلوماسيا و سياحيا.
و السؤال هوني، شنوا ربحهم فينا؟
واحد :بالنسبة لدول اوروبا، انهيار تونس لا قدر الله، معناه أولا انو الإرهاب يصبح على بعد حرقة من حدودهم، و ثانيا آلاف اللاجئين… يعني انهيار تونس لا قدر الله، معناه خطر كبير على أمنهم القومي، و مصاريف مستقبلية كبيرة على ميزانياتهم .
اثنين، الدول الأوروبية عندها برشا مستثمرين في تونس، و انهيار تونس لا قدر الله معناه ضياع استثمارات مواطنيهم و هي بآلاف المليارات.
ثلاثة، تونس موقعها الجغرافي هام جدا لممرات الملاحة البحرية التجارية و العسكرية نحو آسيا خصوصا (مضيق صقلية) ، و انهيار تونس لا قدر الله، معناه وضع هذه الملاحة في خطر مع كل ما يعنيه الأمر من خسائر بمليارات الدولارات.
اربعة، بالنسبة للمستثمرين الخواص، بالطبيعة جايين للربح، لتكبير فلوسهم، تونس قريبة للسوق الليبية الي عندها برشا بترو دولار و مصيرها تريض عاجلا أم آجلا، تونس قريبة لاوروبا، سوق ب300 مليون نسمة و قدرة شرائية كبيرة، تونس فيها طاقات شبابية جبارة (مهما يظهرلنا العكس في تنبيرنا على ارواحنا)، و شركة كيما benetton مثلا، نقصت تواجدها في تونس بعد الثورة و مشات لبلاد اخرى، و توا رجعت لتونس أقوى من قبل بعد ما جربت و قارنت إنتاجية الاستثمار غادي و في بلادنا ( المصدر : المنسق العام لمؤتمر الاستثمار)… الأهم في هذا الكل، انو هالمستثمرين هاذم يتنافسو عليهم كل دول العالم بجميع أنواع انظمتهم من الصين لاوروبا لافريقيا لأمريكا، البلدان الكل تلوج انهم يستثمرو عندها، و خليهم يربحو، المفيد البلاد تربح معاهم أكثر مواطن شغل و أقل بطالة، و خلق ثروة تزيد في المنتوج الداخلي لهالبلدان، يعني هو يربح و البلاد تربح.
العلاقات الدولية مبنية حصريا على المصالح، و عوض الرعب من الاخر الي صاير عند البعض منا، ميسالش نشوفو بقية العالم كيفاش يتعايش بمصالح مشتركة، و مادام التبادل هذا فيه ربح لينا و ربح ليهم، علاش خايفين؟
السؤال الاخير، و انا كمواطن شنوا ربحي ؟
واحد، هذا أسمو مؤتمر استثمار، و أي استثمار معناه مصروف في تونس، و شركات كبيرة تخدم، و تخدم شركات ما اصغر، و مواطن شغل جديدة، و ناس عندها مدخول معناها ناس تصرف، و اكثر ناس تصرف معناها حتى الجزار و الخضار و التاكسي أكثر خدمة و أكثر مدخول… و مواطن الشغل هذي ماعادش كيما قبل أخدم و الا طيّر قرنك، آه امالا، توا ما عاد شي يخوف اتحاد الشغل (الي ساند المؤتمر بقوة)… يعني الشغل متاع التمرميد ماعادش ممكن، و صدقوني حتى المستثمر الأجنبي ما يساعدوش يخدم في مناخ اجتماعي متعفن.
اثنين، الأموال هذي لما تدخل لتونس، تدخل عملة صعبة، معناها أكثر دوفيز في البلاد، و لما يكثر الدوفيز في سوق الصرف، سومو يطيح، و دينارنا يشد روحو و ما يطيحش لمستويات مخيفة كيما صار للجنيه المصري مع ما انجر عنه من ارتفاع مهول للأسعار.
ثلاثة، الاستثمارات هذي لما تصير، و إضافة لخلقها لمواطن شغل، فهي مكسب للمواطن، اوتوروت و سكة و سبيطار ماهي الا خير يتمتع بيه المواطن، و الاستثمارات هذي لما تصير هي بالنهاية شركات تخدم و تربح و تخلص ضرائب تمشي لميزانية الشعب التونسي باش يزيد يحسن بيها خدماتو العمومية .
الخلاصة، المؤتمر هو فرصة انطلاقة جديدة، و الفرصة ما تتحول لواقع، إلا بعمل جبار بعد المؤتمر، عمل أمني لضمان استقرار بلادنا و إداري لضمان انو البيروقراطية ما تقضيش على امالنا، و اجتماعي باش الشغيل يأخذ حقو و يعطي واجبو و عمل دبلوماسي باش الظروف المستقبلية للدول ما تأثرش على تجسيد وعودها ، و خاصة خاصة حرب شعواء ضد الفساد و ضد التهرب الجبائي… و الأهم الأهم، انو الفلوس تمشي استثمارات في البنية التحتية الي تخلق مواطن شغل و ثروة مستقبلية و موش في زيادات شهاري و تمخميخ.
غدوا خير يا توانسة…