أخيرا تأكد الشعب التونسي ،ان برلمانهم شاهد زور بامتياز.لقد تحول الى برلمان فاشل ..مفرغ من كل إرادة شعبية ويسيطر عليه الانحطاط الاخلاقي والسياسي .
لقد دللت ليلة الانقلاب الفاشل على هيئة الحقيقة والكرامة ،على ان الطغمة الحاكمة لم تعد تريد لا حقيقة ولا كرامة لهذا الشعب .
ورغم ان قرار الطغمة كان بلا نصاب ويفتقد الى الشرعية ويعتبر معدوما في حكم القانون،الا ان حراس المعبد القديم لازالوا يصرون على إعدام كل من يكشف أكاذيبهم وأساطير مجدهم المزيف .
ولَم يكن البرلمان شاهد الزُّور الوحيد في هذا الانقلاب ، بل ان المؤرخين،حراس الأساطير،ومعهم فقهاء القانون،(متعهدو جنازات الثورات، )قد انضموا الى محفل الغباء .فنحن لو أحصينا عدد المؤرخين في بريطانيا او فرنسا ،فإننا لن نحصل على ستين مؤرخا ،،!
ألا يعرف هؤلاء المؤرخين،ان التاريخ لا يتوقف حين يتوقف قلم المؤرخ عن الكتابة.؟ألا يعرف هؤلاء المؤرخين،ان موجة من المؤرخين الجدد قد اجتاحت العالم في السنوات الاخيرة،وقد طالت حتى اسرائيل،قد راحوا ينبشون ويحفرون من جديد تحت أعمدة الأساطير المؤسسة،وذلك لإعادة قراءة وكتابة تاريخ بلدانهم .!؟
اننا نعرف ان وثيقة الاستقلال الوطني لعام 56،لم تكن إلا حصيلة موازين قوى بمقاييس ذلك الزمن .. ونعرف كذلك ان العراق او مصر قد استقلتا منذ العشرينات،وان ليبيا قد استقلت في بداية الخمسين،ولكن مصر لم تستكمل استقلالها وسيادتها إلا في العام 1956،وان العراق لم يستكمل سيادته على ارضه وثرواته إلا في الستينات ،.. كذلك ليبيا لم تحقق سيادتها على ترابها الوطني وثرواتها إلا بداية من العام 1969.فأين هو العيب اذا نحن قمنا بمراجعة تاريخنا على ضوء مستكشفات جديدة !؟
وتشبه وثيقة المرسى،وثيقة إيفيان بالنسبة للجزائر،ولكن الجزائريين،ما ان امسكوا بالسلطة وبالقرار الوطني ،حتى مزقوا تلك الوثيقة اللعينة،مرغمين فرنسا على الاعتراف لهم بكامل سيادتهم على كامل ترابهم وثرواتهم ..
اعرف كذلك ان بعض التونسيين لا يحبون السيدة بن سدرين ، ولكن ذلك لا يهم الشعب،ولا يهمني شخصيا البتة ،.فما نريده من هذه الهيئة ان تكشف لنا الحقائق التي لا يريد حراس المعبد ان يكشفوا عنها .
ان خوفي الكبير ،ان يكون ،الطابور السادس،من سياسيين ومؤرخين وفقهاء دين وقانون وحزبيين،قد تمكن مرة اخرى من طمس الحقائق بقيادة المقيم العام الفرنسي الجديد .
ان ثمن الحقيقة مرتفع جدا .وقد دفع الثمن ابطال كثيرون من المكسيك حتى ايران ،،ومن العراق حتى غانا ،،ومن الجزائر حتى فنزويلا . وما لم يحققه انقلاب جبان ،قد يحققه اغتيال غادر !!!