طارق رمضان، محنة مفكّر زلزل الغرب..

Photo

سفّه حضارتهم المزيّفة، وكذّب أحلامهم الوهمية بالرّقيّ، وهزم مفكّريهم وأفحم فلاسفتهم، وفضح تفكيرهم الموبوء في المناظرات التلفزية، لكن دعاهم بالمقابل إلى البحث عن حلول جذرية لأمراض مجتمعاتهم ومشكلاتهم الإقتصادية والإجتماعية في قراءة عقلانية للإسلام الّذي اقتحم عليهم، وكان ذلك لابدّ حياتهم بفعل العولمة والإتّصال،

وطبعا لا يخفى على أحد أنّه جمع حوله الملايين من ذوي الفكر الحرّ المستنير ، فأحسّ أعداؤه بالخطر، فما كان منهم إلاّ أن سلّطوا عليه مومسات عاهرات لقطع الطّريق عليه.

أحد الّذين آمنوا ببراءته ونقائه ممّا ألصِق به من خزعبلات، "آلان غابون" الّذي لا زلت أقرأ له كتابه الأخير:

‏"Radicalisation islamiste et menace djihadiste en Occident : le double mythe"
"التّطرّف الإسلامي والتّهديد الجهادي في الغرب: الأسطورة المزدوجة"

حتّى انتشر له مقال على المواقع الإجتماعية والإخبارية على الأنترنات، يدحض فيه ما ألصق بالمفكّر طارق رمضان من فضائح هو نقيّ منها، المقال جذب انتباهي لأهمّيته، طلبت من الأستاذ الدّكتور "إبراهيم السّويسي" المحاضر في كلّية "شاتو شينون" ترجمته لقرّاء العالم العربي، لكونه أقدر منّي على التّرجمة، فاعتذر أن يفعل ذلك الآن لمشاغله في كلّيته،

فها أنا أحاول فعل ذلك بشيء من الحذر والتّصرّف لأنّ المقال طويل وأكثر من رائع، وبالخصوص جاء فاضحا لمنظومة القضاء الفرنسي.

عنوان المقال:

"قضية المفكّر الإسلامي طارق رمضان أضحت قضيّة سياسية بامتياز"

هكذا كتب "آلان غابون" الأستاذ المحاضر في جامعات الولايات المتّحدة الأمريكية ورئيس قسم الحضارة الفرنسية في جامعة فرجينيا،

الحقيقة لا أدري هل هو مسلم معتنق أم لا، لكن له مؤلّفات ومحاضرات عديدة عن الإسلام ورقيّه وعلاقته بالحضارة الغربية،

آخر ما صدر له الكتاب الّذي ذكرته، وهو كاتب منصف يذود عن الإسلام ويهزأ بحملات شيطنته المجّانية المتعمّدة…

أمّا في قضية طارق رمضان، الّتي هي موضوع تدوينتي يستغرب "آلان غابون" تواصل إيقاف الرّجل ويعتبره غير مبرّر ، ويرى أنّ القضاة الفرنسيين الّذين احتفظوا به منذ ما يزيد عن شهرين (فيفري2018) قد أثبتوا أن جهاز العدل في فرنسا موبوء هو الآخر وساقط تحت براثن اللّوبيات والسّياسة، حيث يتذرّع هؤلاء القضاة لقرارهم بإيقافه حسب رأيه بأسباب واهية وغير منطقية يذكر منها مثلا:

أوٌلا: خشيتهم من أن يهرب من العدالة إلى بلاد أجنبية، ويفنّد "غابون" هذا العذر بقوله أنّ طارق رمضان جاء بنفسه مستجيبا إلى استدعاء القضاء وهو مؤمن ببرائته، ويزيد أنّ السّيد رمضان السّويسري الجنسية يعيش في الفضاء الأوروبي حيث أجهزة القضاء فيه تخضع لاتّفاقيات تسليم معروفة.

ثانيا: تذرّع القضاة من احتمال أن يمارس طارق رمضان ضغطا على ضحاياه، ويردّ "آلان غابون" على هذه الذّريعة بقوله: هذا منتهى الغباء لو فعله وهو الّذي جاء إلى القضاء مؤمنا ببرائته.

ثالثا: يقول القضاة في مذكّرة إيقاف رمضان: أنّ هذا الإجراء من شأنه أن يمنعه من القيام بعمليات اغتصاب أخرى لو تُرِك حرّا في انتظار محاكمته..!

ويسخر "آلان غابون" مرّة أخرى من هذه الذّريعة في مقاله قائلا:

رفْضُ القضاة إطلاق سراح "السّيد رمضان" شَرْطيا، وقد طلب محاموه ذلك، وطلبوا أن يوضع تحت المراقبة بأيّ وسيلة تقرّرها العدالة من ذلك "السّوار الإلكتروني" والضّمان المالي، يدفع للتّساؤل: هل أصبح هذا الرّجل الّذي حارت أوروبا في مجابهة فكره السّلس النّير وعجز مفكّروها وفلاسفتها عن إفحامه وتسفيه أفكاره الرّاقية الّتي يبشّر بها القارّة، بل العالم، هل أصبح عبارة عن حيوان خطير لا يمكن التّنبّؤ بما يمكن أن يفعله لو أطلق سراحه شرطيّا وتحت المراقبة القضائية، وبالخصوص أنّ التّهم لم تثبت عليه بعد..؟

ويختصر "آلان غابون" سلوك القضاة الفرنسيين بقوله:

"هل يعتقدون أنّ الفرنسيين أغبياء وحمقى ليمرّروا عليهم تلك الذّرائع المثيرة للضّحك الّتي يوقفون الرّجل من أجلها..؟ يبدو أنّهم سقطوا في مستنقع السّياسة"

ثم يذهب "آلان غابون" في عمق القضيّة ويحلّل أطوارها وشخصيات النّساء اللّائي رفعن قضايا الإغتصاب المزعومة ضدّ طارق رمضان ويورد معلومات عن بعضهن كاشفا عن أنّهنّ في الأصل "مومسات محترفات في الجنس"..

ويورد بسخرية كيف تقصّ إحداهنّ عملية إغتصابها المزعومة من طرف طارق رمضان وتصف خلال ذلك سادية وعنفا وصياحا وضربا تعرّضت له أثناء الإغتصاب لا يصدّقه عقل في حقّ متسكّع مخمور فما بالك أن يفعله مفكّر محاضر في غرفته بالنّزل لحظات قبل أن ينزل ليحاضر أمام الآلاف في مدينة ليون إحدى مواقع الجريمة المزعومة، ثمّ والغريب أنّ المدّعية تذكر في بحثها أنّ بعد هذا الإغتصاب الشّنيع تواصلت مع طارق رمضان والتقتْ به في مرّات عديدة أخرى ودائما في غرفته في نزلٍ أقام فيها بمناسبة نشاطاته، ولا أحد من المحقّقين سألها لماذا واصلت الإلتصاق برجل إغتصبها بشناعة وواصلت علاقتها معه دون أن ترفع ضدّه قضية...

ثمّ يشير "آلان غابون" بمقْتٍ إلى الحملة الإعلامية المحرّضة والتّشويهية الّتي انطلقت لتتزامن مع إجراءات إيقافه والتّحقيق معه، والّتي يقف وراءها سماسرة إعلام يهود موبوئين يذكر منهم بالخصوص: "كارولين فورست" و "باتريك كوهين" وعصابته التّلفزية، في حين يُحرم هو من أدنى تصريح ينتظره منه جمهوره العريض..

وذكر "آلان غابون" الوسائل والتّقنيات والخبث الّذي استعمل في القضية منها الإمايلات الوهمية وغيرها من الطّرق السّهل كشفها ودحضها حسب صاحب المقال..

طبعا لن تتّسع تدوينتي لما قاله "آلان غابون" في مقاله مدافعا عن المفكّر طارق رمضان، و كشفه ودحضه للخزعبلات القضائية الّتي يتعرّض لها، مستهزئا بالحملة الشّعواء المدبّرة ضدّه عامّة وبجهاز القضاء الفرنسي خاصّة، لكنّني ترجمت جزء بسيط من الأفكار الّتي جاءت فيه للقارئ العربي،

وأمّا أنا الّذي أعرف الرّجل من قريب حيث التقيته في "جينيف"، وحضرت بعض نشاطاته، أشهد للّه أنّني عرفته رجلا نقيّا مثل الماء الزّلال محبّا للإنسانية جمعاء، ذكيا، مناضلا، ثاقب البصيرة، جديرا بالحبّ والإحترام.

لذلك أدعو من يهمّهم أمر الرّجل أن يقرأوا مقال "آلان غابون" فهو متوفّر باللّغتين الأنجليزية والفرنسية ليكتشف اللّعبة الخبيثة..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات