شؤون وزارية!؟

Photo

لأني لم اتعود الطرق الملتوية ودوما ما عبرت عن رأيي ومواقفي (حتى حين كان الكلام قليلا ومصنصرا) دون تغليف اقول ان اصلاح منظومة التعليم العالي التي يروج له ما هو إلا محاولة اخرى لإصلاح ما فسد مع وبمن ساهموا في الافساد.

ولا اتحدث بالضرورة عن اشخاص بعينهم (وان وجدوا) وإنما عن اعادة نفس المقاربات ونفس المنهجية (ان صحت تسميتها كذلك) اي عبر اقصاء المتضررين من المنظومة وعدم الاستماع اليهم للوقوف على مواطن الخلل التي لا نتوقع ان يراها من شارك فيها وحتى ان رآها فلن يصرح بها لان ذلك سيكون تخليا عن امتيازات نالها دون وجه حق بفضل تلك الاخلالات واعترافا بالفشل.

اليوم نحن امام خيارين ومرحلة مفصلية تتطلب منا ان نقف في احدى صفين: صف قوى الجذب الى الوراء ومن يريدون المحافظة على المنظومة كما هي (مع ادخال ترقيعات من هنا وهناك وتزيينها بمبادرات مثل برامج جودة او تمويلات بحث تنافسية تبدو في ظاهرها جيدة) وصف من يسعون لتغيير جذري يتطلب قطيعة "ابستمولوجية" مع رؤية لدور الجامعة بقيت هي نفسها منذ تأسيسها أي تكوين اطارات للدولة ومؤسساتها وكفاءات للتصدير.

اذا اردنا ان نقيس على مفهوم القطيعة الابستمولوجية بلفظ قاستون باشلار او البراديغما بلفظ توماس كون (مع اختلاف في التصور ) فذلك يعني انتهاء "مدرسة فكرية/علمية" وبزوغ شمس مدرسة اخرى تعطي بديلا اكثر قدرة على فهم الظواهر العلمية التي مثلت عائقا فشلت في التعامل معه المدرسة الاولى.

وفي حالنا يعني ان جل المشرفين على الوزارة يجب ان يتركوا مكانهم لشباب (في سن 35 الى 45 سنة ولست معنيا لكي لا يقال اسعى لمنصب) حاملين لرؤية جديدة لا تعيد اجترار المنظومة الفرنسية ولا اسقاط منظومات بلدان اخرى..

لن يكون هنالك تغيير حقيقي دون قطيعة.

اما تلك التغييرات الناعمة فهي لن تكون إلا استمرارا لفشل المنظومة ورعاتها… والوطن هو الذي سيدفع الثمن !

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات