شعار يرفعه بعض المحبطين في بعض الأحيان حين تضيق بهم السبل فيرددون بأن الوطنية ملك الفقراء والوطن ملك الأغنياء.
قد نختلف أو نتوافق مع هذا الراي وفي العديد من الأوقات نريد أن ندحض هذا الانطباع السائد إلا أن معاينتنا لبعض المواقف والإشكاليات تدفعنا الى التساؤل ، هل بالفعل أن الوطنية قاسم مشترك بين كل التونسيين، فقراء واغنياء، بلدي ونزوح ...
الى اخره من التعبيرات ذات المرجعية العنصرية والتقسيمية للجسم الاجتماعي التونسي. ما شد انتباهي بعد العملية الإرهابية الجبانة تعالي الاصوات كالعادة للحديث عن الوطنية والتضحية وحب البلاد والذود عن ترابها، إلا أن ذلك سرعان ما يندثر ويتلاشى وما يصح كان الصحيح ، والي نلقاوهم وقت الشدة ويرويو بدمهم تراب بلادنا العزيز الي هوما جنودنا واعوان أمننا البواسل.
فبحكم علاقة القرابة ببعض الأمنيين وما يعانونه من صعوبات أثناء عملهم خاصة في الفترة الأخيرة أثناء تنفيذ منظومة العطلة الآمنة وما تتطلبه من تضحيات لوجيستية وتعزيزات للمناطق السياحية وتنقل للأعوان لتلك المناطق للذود عن أمننا ولإنجاح الموسم السياحي وما يعانيه الأعوان والمسؤولين لتوفير الإقامة والمؤونة أمام محدودية الإمكانيات خاصة وأن المناطق المتقبلة للتعزيزات لا يمكنها تغطية الطلبات كلها وهذا يجري أمام سلبية معظم أصحاب النزل ، المستفيدين الأولين من استتباب الأمن وإنجاح الموسم السياحي، حيث ان معظمهم لا يبادر بتقديم العون للمؤسسة الامنية و المساهمة في إطار تكريس الوطنية المزعومة بالتعهد بتوفير المبيت للطلبات التي تتجاوز امكانيات الدولة في تلك المنطقة.
هذا التعبير يأتي في إطار الغيرة على أمن الوطن واستقراره واقتسام ثقل المصاريف وحتى لاتكون الوطنية للفقراء والوطن للأغنياء.