حين ظنت أنها ستريهم عالم النجوم في القايلة …

Photo

و لا حديث اليوم إلا عن رائعة التصميم الذي أطلت به علينا النائبة و للدهور نوائب ..و بالتحليل السيميائي للملبوس نجد أنه يحمل من الدلالة ما يفوق العقل التونسي البسيط ... فالنائبة بارتدائها ذاك التصميم حاولت أن توصل بعض الرسائل المشفرة للشعب.

*يرى أغلبية الناس أن النجمة دوما ما تحمل في المخيال الجمعي إشارة لليل و ليل تونس طويل فالنائبة تحمل رمز النائمة و كم منهم ضُبط نائما لما يتكبده في سبيل خدمة الشعب …

*الفستان او كما ذهب عموم الشعب و المتثبتون من الرؤيا أنه لا يتعدى أن يكون مريولا ...فات صاحبته إلحاق بعض القطع و هذا إن دل فإنه يدل على أننا نعيش عصر السرعة و الزهايمر حيث يقصر الوقت و اللباس والعمر ..و هذا من مزايا هذه البقعة الأرضية التي تسمى تونس ..

*الألوان في مخيال الشعوب لها أيضا مدلولها و اللون الباهت الذي إختارته النائبة /النائمة هو من الألوان التي توحي "بالإهتراء "..تعاقبت على المريول حضارات عديدة من مساحيق الغسيل من أومو الى ديكسان الى آريااال ..كما تعاقبت على تونس حضارات عديدة ...و حكومات عديدة اهترأ جلد التونسي من "فرْكانها" و "عصْرانها" له…

*القفة ..و ما أدراك ما القفة و ما تحمله من معاني ...قفة التونسي خط أحمر ..هزان القفة ..قفّف ..يا قفّاف ..قفة أصيلة من السعف المزوّق ..لا يتماشى في المادة و لا اللون مع الفستا_مريول لكنها تركّز في دلالتها كثيرا من المعاني ...فقة التونسي اصبحت مجرد شكل ...صغيرة غير متماشية مع واقعه ...متنافرة مع ما يريد و يشتهي ..و القفة أيضا بدلالتها المعنوية أصبحت سلوكا شائعا بين الناس لغياب القيم و انحدار الدولة و تفشي الانتهازية .

*أما في ما يخص الشلاكة فلابد من الاستظهار بالفصل الرابع من كتاب " رَدُّ بلائِكْ في عصر الشلائك"...و هو فصل أبدى الكثير من الحديث عن الشلائكْ" التي علا قدرها و غلا ثمنها حتى أصبحت الشلاكة تحسب نفسها ذات قيمة عالية...و عصرنا عصر مُشلّك ...تشلّك فيه المواطن ...و أصبحنا نتحدث عن مفهوم التّشليك الذي يعني الاحتقار ..و هو ما عبرت عنه نائبتنا الوقور ..

أنها احتقرت الذائقة البصرية للمشاهد و اخترقت أبصار أطفال أبرياء حين ظنت أنها ستريهم عالم النجوم في القايلة ...فيصدقون أوتوماتيكيا أن أولياءهم بالفعل يرون النجوم في عز القيلولة السّبتمبرية في بلد يقع شمال شرق القارة الافريقية …

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات