عمل الباجي قائد السبسي على أن تكون النهضة دائما تحت جبّته مهمّتها المصادقة على خياراته ودعمه و تحقيق طموحه وإرضاء غروره فسارت معه تحت ضوابط مصلحة البلاد و استقرار الوطن …
سعى الباجي لتوريث إبنه حزب النداء في مرحلة أولى و عرش تونس في مرحلة ثانية... فرفضت النهضة شطحات ابنه السياسية و قراراته الأحادية و برامجه ا لصبيانية .
ولم يبق من حل أمام الباجي سوى العودة إلى رفاق "الرزّ بالفاكية " وإلى محمد بن سلمان وعيال نهيان و محمد دحلان وإدخال البلاد في مرحلة من الفوضي من اجل الوصول الى إقصاء النهضة نهائيا أو لتأجيل الإنتخابات ....و الرّفاق قد عرفوا انهم أنصار نظرية شرعية الشارع قبل شرعية الصندوق .... فالديمقراطية والإنتخاب لم تكن يوما من وسائلهم و لا آلياتهم ولا طرقهم خاصة إن كانت طرق قد تمكن الخصوم كذلك من الوصول الى الحكم..
لقد تبنى الباجي ملف لجنة لا تبحث عن الحقيقة ...لجنة تحمل الادانة على عاتقها وتريد تحويل القضايا السياسية إلى قضايا أمنية... لقد كان يعلم الباجي ان دم شكري بلعيد ومحمد البراهمي ماهو إلا مطية يتخذونها الرفاق ويعلم يقينا أن لا علاقة للنهضة بدمهما.... فهم يكذبون ويختلقون الأساطير ويعلمون أنهم يكذبون ويعلمون أن الناس تعرف كذبهم ويعلمون كذلك أن الناس تعرف أنهم يعرفون أنهم يكذبون ولكنهم مع ذلك يستمرون بالكذب....
لقد انحاز الباجي قائد السبسي إلى بضاعة القوم لكي ينافس النهضة بأساليب ووسائل قذرة وضرب تحت الحزام....وهم يؤسسون اليوم لثورة عنيفة ويدفعون نحو العدم ونحو مسارات ليس فيها أحد رابح وإنما الخاسر سيكون الوطن…
قرب الباجي قائد السبسي الجبهة مستعينا بسلتها التي تحتوي على تهم و اكاذيب على النهضة لتصبح سلّة «نداء تونس»و يكون العَرَقُ والتعب و لعن التاريخ ل«الجبهة» والخراج ل«النداء» ..
كل الأحداث والتفاصيل تثبت أننا قد نشهد فصولا قادمة من المعركة الجديدة التي يبدو أن الخصم فيها بالنسبة لكلا الطرفين واضح غير أن المستفيد منها غير معلوم إلى الآن…
فهل سيواصل رئيس الجمهورية خوض معركة كسر العظام مع حركة النهضة بنية الانتقام والتشفي جراء موقفها الأخير في علاقة بدعم حكومة السيد يوسف الشاهد؟ وهل تواصل الجبهة الشعبية سلوكها السياسي القائم على الضدية الأزلية مع حركة النهضة لا غير بمعزل عن مشاغل الناس وهمومهم وأولوياتهم؟
اسئلة تتطلب استقراء عقلانيا و رأيا حكيما و معرفة بالواقع …. يتبع
كان الله في عون تونس ….