الاستياء الذي عبر عنه عديد الزملاء من بيان وحدة الرصد بنقابة الصحفيين حول الاعتداء الذي تعرض له فريق قناة الزيتونة خلال تغطيته لوقفة الأساتذة ، هو استياء له ما يبرره ..لأن البيان فيه من الإدانة للزملاء أكثر مما فيه من التعاطف معهم ..فالذين درسوا تحليل الخطاب سيصلون الى النتيجة التالية من أول قراءة .. وهي أن الاعتداء على الزملاء يبرره الخط التحريري لقناتهم.
ثم إن الإشارة إلى الاعتداء السابق الذي تعرض له فريق ثان من نفس القناة في ساحة باردو خلال التجمع النقابي بمناسبة الإضراب في الوظيفة العمومية، هو تبرير ثان للإدانة. لأن الزملاء الذين شاهدوا فيديو الاعتداء أدركوا أنه اعتداء ايديولوجي بامتياز لا علاقة له بالخط التحريري. فالخط الايديولوجي للمعتدين واضح من خلال الشعارات والصور التي يحملونها.
وللعلم فإن الزميلة هنية الجميعي التي تم الاعتداء عليها حينها من خيرة الصحفيين الشباب في التقارير التلفزيونية من الناحية المهنية.
وعليه فهذا البيان هو خروج واضح عن الخط الذي عودتنا به النقابة ويخشى أن يعبر عن انزلاق ايديولوجي مخيف. لأن الاعتداء على الصحفي هو بالمقاييس المهنية والحقوقية والقانونية جريمة سواء ارتكبته أطراف إسلامية أو يسارية أو قومية أو أمنية أو سلطوية أو غيرها.
فالكيل بمكيالين خطير خطير خطير ..فحذار من الانزلاق .. وإذا كانت وحدة رصد الاعتداءات بالنقابة أخطأت في هذا البيان أو انحازت فعلى المكتب التنفيذي أن يعدل الموقف لأنه يدرك أن نقابة الصحفيين ملك لجميع الصحفيين بمختلف انتماءاتهم ولا تكيف بياناتها على مقاس من يصوغ البيان .