قفصة ظالمة أو مظلومة ؟

Photo

إذا أردت الحديث عن قفصة، فيجب أولا السفر مع قطار التاريخ، قفصة مدينة الماضي القديم، كابصا عاصمة الحضارة القبصية، قفصة و تاريخ كبير في مقاومة الاستعمار و معركة سيدي عيش أبرز دليل على مدينة رسخت و كتبت تاريخ بأحرف من ذهب يعتز به كل أبنائها.

لكن و للأسف هناك تجاهل كبير لهذا التاريخ و أصبحت قفصة تحمل هوية أخرى، فأصبحت مدينة الفسفاط و ما أدراك ما الفسفاط. كل لحظة تذكر فيها بوسائل الإعلام، لا يستحق الأمر كثير من التفكير، فخبر معلوم مسبقا يليه تنديد و تخرج بعض الأصوات لتذرف دموع التماسيح عن إنتاج ظل سجين الجبال و لم يخرج للتسويق يليه تقديم لنا دروس في الوطنية والمصلحة العليا للبلاد.

لامي لا يحمل دعوة لتعطيل الإنتاج و تبرير لتقطعات المتتالية و العمل، لكن فيه لوم و عتاب على عدم فهم سياق الأحداث و حال البلاد و العباد هناك. قفصة اليوم لا تزال على نفس الحال، تعاني ويلات سياسات و ساسة كانو ينظرون لقفصة كولاية تستحق العقاب و كسر شوكتها حتى ترضخ للحكام.

يعجز القلم على الكتابة و الوصف عندما تكون حياة العباد على المحك، لا يوجد طبيب اختصاص يعالج علاتهم فيصبح السفر إلى ساحل البلاد بحثا عن مسكن لأوجاعهم و دواء لأمراضهم أسوء قرار عندما يعرفون الشتات و الرحيل نحو البعاد والمصير المجهول.

قفصة عنوان مثير لمدينة خرجت من رحم التاريخ، عرفت الذم و المديح لا تطلب الكثير، مجرد رد اعتبار لسكان البعض أكله الداموس و البعض الأخر افتك به السرطان.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات