ما يحدث في الجزائر ليس شانا جزائريا فقط ، بل سيكون له اثرا وارتدادا في كل بلاد العرب اكثر مما كان للثورة التونسية ، ففي الجزائر لم بحرق احد نفسه من اجل لقمة العيش ولم يرفع احد شعارالجائعين ، ولا قتل احد اخاه برصاصة غادرة ،
الجزائريون موحّدون ، عرب وامازيغ ، شعب وجيش وامن ، كلهم (-خاوا خاوا) يطلبون الحرية والسيادة الكاملة للشعب في مواجهة عصابة حاكمة تاتي على االآخضر واليابس وتستقوى بالأجنبي ،
لذلك فانه لا يمكنهم وصفها بثورة الجياع ولا بثورة ياسمين ، انها ثورة من اجل الحرية والديمقراطية لا لبس فيها ، لذلك ترون قوة الحضور الذهني لهذا الشعب ورفضه لكل محاولات الالتفاف التى تتساقط الواحدة تلو الاخرى امام اصراره على التغيير الجذري ودفع الموسسة العسكرية شيئا فشيئا الى الانكسار لمصلحته والتخلّي عن تلك العصابة ،
الجزائريون برفضون دوما انصاف الحلول ، فكما لم يقنعوا من فرنسا ب "استقلال ذاتي " فعقدوا العزم على انتصار كامل فنالوه ، لن يرضو اليوم بنصف ثورة او شبه ثورة ، فيستمرّ وكلاء فرنسا على رقابهم ، وانما شعارهم اليوم (ترحلوا قع / جميعا ) لا اكثر ولا أقل ،
ان نجاح الثورة الجزائرية سيدفع بالتجربة الديمقراطية في بلادنا الى غير رجعة ، لذلك فلا تنخرطوا في التعتيم عليها ولو عن غير قصد بأخبار الاثارة والإلهاء ، كالشيخ والدجاجة والشاعر والقبر ، او حتى أخبار المتهافتين على الرئاسة ،
وأشيحوا بوجوهكم خاصة عن اخبار قمة المجرمين العرب الذين تكاد تخرق اهازيج وهتافات الحرية في الجزائر آذانهم العفنة وتفسد عليهم احتفالهم بهزائمنا المرّة ورقصهم على جثث مواطنيهم المنشّرة .
غدا سينزل الجزائريون بالملايين للشوارع فولّوا وجوهكم شطرهم ،
هم البوصلة .