كل الأطراف المتدخلة مورطة ومتسببة في هذا الوضع…

Photo

كالعادة تُهمش القضية الأصلية وتُعوم ويضيع المشاهد والقارئ بين العناوين الرنانة والصور الصادمة والفيديوهات القادمة من قلب الحدث ولا يفهم خلفيات ما يحدث..قوات الأمن تحاصر ثم تداهم ثم تقطع ثم ..ثم..اللجمي يصرح والنقابة تصدر البيان والنهضة ستجتمع وأحزاب ستندد ..

البعض يتضامن مع الموظفين و البعض الآخر يذكر بمساوئ صاحب القناة والكثير يتفرج لكن الأغلبية تنسى أو تتناسى أن كل الأطراف المتدخلة مورطة ومتسببة في هذا الوضع وما نشاهده اليوم هو نتاج السنوات الماضية ..تنسى وضعية نسمة قبل الثورة كيف أنشئت ولأي غرض و كم هي مدينة للدولة من أموال الضرائب ..

كيف أصبحت القناة بعد الثورة و كيف اشتغلت لصالح لوبيات سياسية و أوصلت الباجي والنداء للسلطة في 2014 رغم تماديها في التهرب الضريبي ومخالفة كل القوانين سواء المتعلقة بالمهنة أو الاشهار السياسي، كيف سُمح لها ولصاحبها بالعمل جهارا لفائدة الأحزاب ثم لفائدة شقوق هذه الأحزاب ثم خيّر العمل لفائدته (الماء اللي ماشي للسدرة الزيتونة أولى به ) وكيف سمح لقنوات بالعمل بوقا لبعض الأحزاب و ضد أخرى وحتى داخل البلاتوهات هذا يمثل صوت النهضة وزميله يمثل خصومها ..

تنسى ما فعله القروي بنقابة الأعوان في 2012 وتواطئ البعض من داخل القناة و حتى داخل الهياكل..تنسى ما فعلته INRIC بتجاهل كل التحذيرات الخاصة بثغرات المرسومين 115 و116 و تواطئ البعض من داخل الهياكل وفي نطاق حسابات سياسية بحتة و الوقوف حتى ضد مطالب منظوريها في هذا المجال فكانت النتيجة عمل مبتور واستغلت السلطة ذلك خير استغلال لتلعب على الحبال بين مختلف الأطراف المتدخلة ..

تنسى ما فعلته الهايكا من تجاوز لسلطتها في بعض القضايا وغضها النظر عن بعض التجاوزات مقابل التشدد ضد أخرى و تلونها في اتخاذ القرارات حسب الوضع المهني والسياسي وليس حصرا حسب القانون وكيف تجاوزت هي القانون بعد انتهاء صلاحيتها واستقالة أعضائها..تنسى كيف عبثت السلطة مهما كان شاغلها بالمرفق العمومي تطويعا له ثم عمدت لاستغلال المرفق الخاص للعمل لفائدتها بالمساومة بملفات الفساد الماثلة أمام القضاء و بأشياء أخرى ..

تنسى كيف عطلت السلطة عمل الهايكا و قايضت الهياكل النقابية بالملفات الإجتماعية والمؤسسات المصادرة ..تنسى كيف انخرطت الهياكل النقابية(بعض رموزها) في لعبة التعيينات واقتسام النفوذ وفي نفس الوقت تخاذلت في الدفاع عن منظوريها وخاصة الأوضاع الاجتماعية والقانونية لمئات الصحفيين والتقنيين والعاملين بمختلف المؤسسات في قطاع الصحافة والإعلام ..

حصيلة كل ما سبق ذكره هو ما وقع في نسمة صباحا وما سيقع في بقية المؤسسات الإعلامية والصحفية مستقبلا قبل الإنتخابات وبعدها .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات