هل يخاف الشعب التونسي الحرية ؟؟

Photo

هل يخاف الشعب التونسي الحرية و الجدية و الرفاه و العمل و التضحية و الرفاهية و القانون و المحاسبة و القضاء المستقل و الأمن الحازم و الدولة الصارمة و المدرسة الناجحة ؟؟؟

هل هناك خوف جماعي من الانتقال من حالة الكسل العام و التفلت و العجز و التسيب الى وعي جماعي بضرورة الصرامة و الجدية و عدم رمي مشاكلنا وهمومنا و نقصنا وفقرنا على عاتق الآخرين كل الآخرين ؟؟؟

هل فعلا في هذه اللحظات ، الحاسمة من تاريخ بلادنا و مجتمعنا و ثورتنا ، هناك من يزرع التردد و الخوف في الوعي العام ، حتى لا يختار الناس التحول أخيرا الى ما به يبدأ المجتمع مرحلة جديدة مغايرة تماما لما كان يعيش ؟.

نعم انها لحظات مرعبة و خطيرة في حياة الفرد و في حياة المجتمعات . تلك الفترات التي تمر بها المجتمعات في ظروف التحولات الكبرى ، بدايات و نهايات الحروب ، قرارات السلام ، القطع مع الديكتاتورية و التخلي عن حياة الدعة و الرخاء المغشوش . قرارات النضال و المقاومة، الخ... و غيرها من اللحظات المرعبة في حياة شعوب و قيادات شعوب كثيرة في الشرق و الغرب . لحظات من التردد و القلق و الخوف و الرعب من القادم المجهول ؟؟

يتوقف الوعي عند كثير من الناس باللحظة الأخرى القادمة ، فتتوقف لحظة المقاومة و الاقدام و الشجاعة يركن عندها الناس الى الأرض متشبثين بما لديهم حتى و لو كان العقل والمنطق و تجارب الآخرين تبرر لهم ( و تدعوهم الى ) أن المستقبل أفضل بكثير من الواقع المزرى ، و أن أقصى ما يحتاجون هو الإصرار و الصبر على تلك اللحظات الفارقة بين ما هم عليه و اختيار ما سيكونون عليه .

هنا يأتي دور القادة و المناضلين و الرجال الذين قدروا على اختيار الأفضل و المستقبل. ليس عيبا عند الناس التردد و الخوف عند اللحظات الفارقة للتحولات الكبرى ، المقاومة ، بدايات و نهايات التحولات الكبرى . لذا تحتاج الشعوب قادة نوعيين يفسحون الطريق لشعوبهم ، يعطون المثل في وضوح الرؤية و الإصرار على اتمام مسارات التحول و المقاومة .

يعيش الشعب التونسي هذه الأيام حالة من التردد و الرهاب و الخوف من المستقبل . فالوعي العام يعيش نفس اللحظة السابقة لهروب الطاغية ؟ انها نفس تلك الأيام المرعبة في الوعي العام السابقة للتحرر و الانعتاق . لذلك يسارع الفاسدين و مروجي الإشاعات و الفوضى والطابور الخامس الى بث البلبلة و الدعايات الفاسدة بوضع الناس امام اشكالات متعددة و حل واحد : هو إلزام الناس ، و بشكل ملتو ،

لاختيار من يمثل الركون و الهروب من المسؤولية ؟؟ يدفع هؤلاء ( الفاسدين الخبثاء ) الناس الى المهادنة و الى الشك و الى الهروب الى الماضي ؟؟ يدفع هؤلاء ( الفاسدين و الخونة ) الناس الى عدم الاندفاع نحو الأفضل ، نحو التغيير ، نحو المرور نهائيا الى الضفة الأخرى ؟؟ انهم ( المطبلين بكل الاشكال الى الرجوع الى الديكتاتورية و النهب ) يدفعون الناس ، عبر التهريج و الكذب و التزوير و التهريب و الإشاعة، يدفعون الناس الى الشك في قدرتهم على الاختيار. الم يقل أحد أكبر خدم المنظومة المجرمة أنه ينصح الجميع بالأسف و العويل و الصراخ و اللطم على عهد المخلوع ؟ ( و هو برغم تجربة السجن المرير و العفو الرئاسي الذي تمتع به لم يفهم بعد أن الثورة و حدها و قادة الثورة وحدهم و سماحة الناس الطيبين هي التي تغض النظر و تعاف ظهوره المشين مجددا على شاشات التلفزيون ..)

انها الفترات التي يعرف ، منظري التخويف المرعب ، استغلالها للإطاحة بالضربة القاضية مجتمعا بأكمله، هذا المجتمع الذي ليس بينه و بين الانعتاق و التحرر غير أيام و لحظات فارقة ، و ذلك بالشطب نهائيا على كل مظاهر منظومة الفساد و المافيا ( سلاحه الاخطر ورقة الانتخاب السحرية ) ،

و إلا كيف تصدق أن ارهابيين سراق و دعاة للانقلاب على الدولة و المجتمع و الثورة و الدستور يكشرون اليوم على عهر نفوسهم و أموالهم و شبكاتهم ، يدقون أبواب انتخابات رئاسية و تشريعية ،

أملون أن الخوف و الترهيب ، عوضا عن الأمل و التحرر ، هو الذي سيفوز بهذه الجولة ، في صفاقة يحتار منها و معها عموم الناس البسطاء ذوي البشرة القمحية و القلوب الطيبة و التاريخ الضارب في التاريخ و في السماحة و الاستقامة و الاصرار ؟؟؟

قد يتفاجأ هؤلاء ( الفاسدين و الكذابين ) أن روح المقاومة هي جزء أصيل في هذا الشعب التونسي الذي لم ينسى أن المستعمر حكم بالتهريج والبهرج في محاولة لإخفاء عنصريته وعنفه و توحشه ، و لم يخلف وراءه غير الحقد عليه و على خدمه و مصالحه و رجاله و مؤسساته و منافعه ؟ و أن البعض ممن يبيعون و يسوقون ممثليه ( السراق و الفاسدين المتصدرين للمشهد لكي تزداد فضيحتهم و فضيحته ) ، يجدر بهم الانتباه ( أخيرا ) أن الخسارة هذه المرة يمكن أن تكون ساحقة ؟

انها معركة تونس و التونسيين هذه الايام السابقة ليوم الاختيار .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات