بسم الله الرحمان الرحيم. أنا المواطنة شيراز الجزيري سأدلي بشهادتي حول المناظرة التلفزية التي جمعت المترشحين للإنتخابات الرئاسية : السيد نبيل القروي(رجل أعمال و صاحب قناة نسمة الفضائية) و السيد قيس سعيد( أستاذ متقاعد/ وزارة التعليم العالي و البحث العلمي) .
في البداية أريد أن أشكر كل من سهر على إعداد و تقديم هذه المناظرة التي كنا نشاهد مثيلاتها فقط على شاشات التلفزات الأوروبية و الأمريكية.
وجه الفريق الصحفي للمترشحين مجموعة من الأسئلة في مسائل مختلفة على غرار: الأمن القومي و الديبلوماسية و العلاقات الخارجية كما سمح الفريق الصحفي للمتنافسين على كرسي الرئاسة بالتفاعل حول الاسئلة المقترحة مع احترام التوقيت المخصص للإجابة.
و قد حاول كل مترشح الإجابة حسب درايته بالمسائل المطروحة و اطلاعه على الملفات الخاصة بها.
بعد الإستماع إلى إجابات المترشحين لاحظت تمكن المترشح قيس سعيد من الإجابة بدقة خاصة في المسائل المتعلقة بالشؤون القانونية مع الإستشهاد بأمثلة. و قد ركز المترشح قيس سعيد على احترام إرادة الشعب و خاصة الشباب و دعمهم و تشجيعهم على المشاركة في الحياة السياسية و تقديم حلول للمشاكل التي تتخبط فيها البلاد خاصة الإقتصادية والإجتماعية منها. كانت كل إجابات المترشح المذكور دقيقة تنم عن دراية واسعة و اطلاع على الملفات الحارقة مستعملا لغة عربية سليمة و أسلوبا سلسا يستسيغه و يفهمه عامة الناس.
أما المترشح الثاني السيد نبيل القروي فرغم الكاريزما الواضحة و الأناقة و الإبتسامة العريضة لم تكن إجاباته مقنعة بل تعثر في العديد من المرات عند استعمال ألفاظ من العربية الفصحى ككلمة هش التي شكلها بالكسرة عوضا عن الفتحة و استعمل ألفاظا لا تليق بمنصب رئيس جمهورية ك : " يتناطحو و هو يقصد يتطاحنوا و لا يرثى لها عوضا عن يرثى لها.
كما أظهر عدم اطلاعه على الملفات الحارقة و اكتفى بإجابات في شكل رؤوس أقلام استقاها من هنا و هناك كاقتراحه إنشاء محكمة مختصة الأمر الذي استدعى تدخل المتنافس الأول الذي أجابه بأن القانون لا يسمح بذلك. كما أن البعض من إجاباته كانت تبعث على الضحك و الإستغراب في بعض الأحيان كجوابه:" باش نعمل سفير مع قوقل و ناتفليكس و أمازون" و " أمي عطاتني الشاك باش نخلص مبلغ 10.000 دينار " و " نمشيو نساسيو اي نتسول في إشارة إلى الدولة عندما تطلب قروضا خارجية إلخ…
بعد نهاية المناظرة يمكنني أن أصرح أن مستوى خطاب المترشح الأول و تكوينه العلمي و القانوني بعيدا كل البعد عن المترشح الثاني.و أن المال الوفير لا يصنع رجل سياسة محنك يستطيع إدارة دواليب الدولة.
كما أن طلب التفاعل في نهاية المناظرة للحديث عن المترشح الخصم و من يدعمه و نعت حملته بفيلم من أفلام Walt Disney هي مسألة غير أخلاقية بالمرة. و قد لمسنا دماثة أخلاق المتنافس الأول الذي علق على هذه النقطة بالذات بكل رحابة صدر و لم يتشنج و لم يجب خصمه بإجابة تمس من كرامته و يذكره أنه بالرغم من الإفراج عنه مازالت لديه ملفات عالقة سيبت في شأنها القضاء.
تبقى الصورة الأخيرة للمناظرة التي ظهر فيها المترشح نبيل القروي يصافح المترشح قيس سعيد صورة جميلة رغم اختلاف مستوى المتنافسين و تأسس لمشهد سياسي جديد ستتشكل ملامحه بعد نتائج انتخابات يوم 13 أكتوبر 2019.