الإجراء هذا، والإجراء S19، هي إجراءات قمعيّة إستبداديّة لا دستوريّة. الإجراءات هاذي هي مراسيم. ماهياش قوانين. وملخر هي تتمثّل في المنع من السّفر على المواطنين بالكيف. أي أي بالكيف. والأصل أنّو اللي فيه شبهة يتحاكم وإذا ثبت عليه جرم يشد الحبس ولّا يروّح. والعدالة ليست بالنّوايا أ سييييي.
بالطبيعة موجود كيفهم في فرنسا مثلا، S_fiche، يعني السيد المشبوه يعيش عادي ويتبعوه من بعيد، من غير علمو تحت المراقبة، وإذا سافر يعلموا الأمن في الدولة اللي ماشيلها يكملوا المهمة. لكن مش تقلوا راك S17 وأشرب من البحر.
الإجراءات هاذي دار حولها نقاش في 2012-2013 (ومازالت)، ودار حديث حول إلغاءها. الجو العام وقتها والتخميرة تع حماة الدّيار ومدنيّة الدولة وأكا الرّيق البارد، ودار تبادل تهم على أساس تبييض إرهاب ويحبوا يمنعوا ولادهم وهات من هاك اللاوي، فطفاوه الموضوع وإكتفاو النّواب والمحامين بخدمة الدوسيات، وبالطبيعة دارت الجعايل والإبتزاز على عجلة.
بالنسبة لتدمير مؤسسات الدولة، شنوة تستنى من رئاسة الجمهورية تكذّب رئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان؟ شنوة تسنّوا من بهيم يبرطع والناس تصرفق؟ شنوة تستنّى من حكومة معلّقة في الهواء؟ شنوة تسنّى من خطاب على منصات، وصواريخ وغرف مظلمة ومؤامرات.
الحكاية ومافيها: أنّو السّيد تجيه تقارير الإستخبارات كل يوم. عادي إجراء روتيني بحكم سيادتو رئيس. كأي مواطن عربي يتخمّر بجو المؤامرات ومراد علمدار وأدهم صبري، تجيه أنو النايب فلان تقابل مع رجل الأعمال الفلاني، والسياسيين الفلانيين يتقابلوا في القهوة الفلانية… فتركبلوا يتآمروا عليه. هذا علاش ما عندو حتّى دوسي.
المناصب السّياسيّة مش كيف المناصب الإدراية. وزير، مستشار، مدير ديوان، مكلّف بمأمورية، كاتب دولة… هاذي الكل مناصب سياسيّة، وبالطبيعة مع التعيينات الإداريّة، تستمد شرعيّتها من البرلمان.
لمّا يصير تعطيل، كيما اللي صاير تو، المناصب هاذي تتخلخل. ماعادش عندها جدوى. بالعربي ماعادش يسمعوهم داخل الإدارات. شكون الموظّف اللي باش يطبّق قرار وزير وهوا يعرف اللي هوا ماشي؟ شكون باش يتحمل مسؤولية؟ إيه وكيف يجي اللي مبعدو يدور عليه يقلو إنتي تابعو؟ الضّبابيّة هاذي تعطّل أي إجراء وتحافظ فقط على الأدنى العادي، يعني على الأمور كيف ما هيا. ومع الأزمة السّياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة، فما تنجم كان توخّر وترجع بالتوالي.
علاش رجعتها للرئيس؟ البلوكاج وين صاير؟ شكون اللي رافض الحوار؟ ياخي رئاسة الجمهوريّة محكمة؟ شكون رافض الحوار؟ شكون رافض أي حل غير اللي في راسو؟ ياخي عناد هيّا؟ بالك بالقوة؟ الصندوق اللي خرّج الفاسدين هو اللي خرج الرئيس زادة، إذا ماكش قابلهم لواش تتنافس معاهم؟ دخل معاهم في اللعبة يتحمل وجودهم. ماهياش بالحب راي. صلاحيّاتك شوي؟ عاد في بالك بيها كيف ترشّحت. الطبقة السّياسيّة فاسدة؟ عاد في بالو بيها قبل ما يترشّح ومتوقّع يلقاهم قدّامو.
ما يتعاملش معاهم ويدبّروا روسهم؟ باهي اللي صاير تو عندي عام نحكي عليه وقت النّاس تصرفقلوا هالرّئيس ومبهورة بيه (رغم إنتخبتو). ومازال باش يصير.
كيفاش تعرفها خلات؟ وقت الإتحاد يفض إعتصام قفصة. أي أي الإتحاد فض إعتصام. والإتحاد قدّم مبادرة وكبّش فيها. وخطاب الطّبوبي آمس على تحمّل المسؤوليّات وإستيعاب مفهوم الدّولة ظاهر في شكون يقصد.
شوف تأجيل معركة مش معناها خسارة. عادي إنسان بمخو يتراجع في مرحلة ما في إنتظار معركة أخرى. الحرب على الفساد ماهياش حرب تع مرحلة وتتعدّى. كل يوم نسمعوا في دول كبيرة على دوسيّات تع فساد ومسؤولين تتحاسب. كل يوم تصير محاكمات. ماهياش تع نهار الحكاية.
محاسبة الفاسدين إختصاص المحاكم. المسؤولين، كيما الرّئيس والبرلمان والحكومة، مهمتهم هي إزالة أسباب الفساد. القوانين والاجراءات الفاسدة. كيف الإجراء هذا S17 إجراء غير دستوري وفيه برشا جعالة وفساد. هذا يلزموا يتلغى. ما تقولوليش عاد هذوكم يلغوه ههههه كان يجبدوا عليه برك نرجعوا لكاسات الإرهاب… غير أنو الحكاية مساعدتهم: فلوس وقضايا لأحبابهم وأصحابهم، ويربحوا بيها أنصار تع شوف هانهم هوما خايبين ومانعينك مالسفر وأحنا نسلكوهالك. كيما اللي عملوا مخلوف اليوم. يعني الحكاية الكلّها إدّور في يد كمشة سقّاط وإنتهازيين. ومن الطرفين: المحافظين والحداثيين واللي يدزوا على اليسار.
معندوش ثقة في القضاء؟ حتّى أنا معندي ثقة كان في القضاء والقدر. عادي. حقو. يحل فمّو، يقترح محكمة خاصة، لجنة واللي يحب، وفمّا ناس نظيفة وشريفة في البلاد كيف سيادتو (كانش لا تونس عقرت مبعدو). المحكمة هاذي تنظر في القضايا اللي سيادتو عندو عليها تحفّظ ولا شك. والنّاس الكل تقبل بحكمها. ما يركحلوش؟ يا سيدي يحل فمّو ويقترح ويحملهم المسؤولية.
مازال العرض راو! مازال مازال. والرئيس وحلفاءه مراهنين على الفوضى والصدمة. هو راو كيما قال الأزهر العكرمي وسامية عبو: عملية جراحيّة بدون بنج.. ينجم يكون حل. أما حل لازمو جواجي. والمفرخ اللي نرى فيهم، من هيكل المكي ومحمد عمار والحمريتي شياح الكلتوس… ما ينجموهاش وتهرب من يديهم ونلقوا رواحنا تكعبرتلنا في شبه الدولة اللي عايشين فيها.
الفوضى خير من شبه دولة؟ فما سيناريوت في أميركا اللاتينيّة أعملوا علاهم طلّة مافيها باس. ولكم سديد النّظر.
* هيثم المدوري : خريج المدرسة الوطنية للمهندسين