ما الذي جرى في مراسم تأبين مثقف كبير في حجم هشام جعيط؟ مهزلة أخرى يأتيها المدعو عبد المجيد الشرفي لا شرف ولا حياء ولا مروءة. يا عبد المجيد أيها النسّاء دعني أذكرك بأن كتابي "القراءة المقاومة وبكاء الحجر" الذي كشفت فيه مخازيك وأفاعيلك متاحٌ في موقعي على الأنترنيت ويمكن تحميله مجانا، وكذلك مقالي "يا عبد المجيد الشرفي: هذا حديث النعل للعقرب".
ما الذي قد فعلْتَ بنفسكَ!؟
حين قرأت تطاولك عليّ في العدد السابق من جريدة “الجرأة” أدركت أنك تحرص على أن تفتح على نفسك بوّابات جهنّم كلّها. كنتُ قد نسيتُ أنك موجودٌ أصلا. فإذا بك تتقوّل عليّ زورا وكذبا وبهتانا. لقد زعمت أنني إنما كتبت كتابي “القراءة المقاومة وبكاء الحجر: السلفية المندسّة في آليات التفكير الحداثوي (كتابات عبد المجيد الشرفي أنموذجا) لأنك كنت رئيس لجنة الترقية من رتبة أستاذ مساعد إلى رتبة أستاذ محاضر وأنك بينت لي نقائص علمي وكان ترتيبي الأخير في قائمة الناجحين.”م
أولا: أنت تكذبُ. ومحضر جلسات تلك اللجنة موجود بأرشيف جامعة منوبة وهو يفضح أكاذيبك.م
ثانيا: يا عبد المجيد أنت تعلم أن إفشاء أسرار اللجان، صدقا أو كذبا، جريرة يعاقب عليها القانون. لكنني لن أقاضيك تعفّفا وترفّعا، وقد أغيّر رأيي. إن إفشاءك لأسرار اللجان، على ما فيه من زورٍ وبهتان، يعصف بشرف الجامعة في كل الأزمان، ويلطّخ بالعار شرف الجامعيين في كل مكان.ك
ثالثا: لقد هرمتَ يا عبد المجيد، نعم هرمتَ، ومع ذلك ما زلت تفكّر بعقلية تلميذ في الابتدائي: فلانٌ نجح الأول، فلانٌ نجح الأخير؟ لا أخفيك أنني ضحكت طويلا ورثيت لحالك.ك
رابعا: إن ما زعمته من أنك “بيّنت لي نقائص علمي يوم انعقاد اللجنة” كذبٌ محض، وافتراءٌ خالص، ولم يحدث أصلا. هل نسيت يا عبد المجيد أنك وأمثالك في الجامعة كنتم تخشونني وتعتبرونني قادرا على تأديبكم تأديبا مبرحا وقد فعلت ذلك بالبعض منكم جهارا، ولطالما أشعتم هذا الأمر وكنت فرحا بدعايتكم لأنها حصّنتني ضدّ فعالكم وبثّت الهلع في قلوبكم وقلوب المناكيد أتباعكم. كنتم تتحاشون غضبي فلا تواجهونني إلا بالكيد والدسائس في جنح الظلام. فلو أنك فعلت ما ادّعيت لحاسبتك جهارا حسابا عسيرا لا طاقة لك على تحمّله. لقد عشتُ في الجامعة مرفوع الرأس، مهيب الجانب، لم أهادنك وأمثالك لحظة واحدة، والكلّ شهودي: منهم الطلاّب الأحرار (يساريون وقوميون وإسلاميون ومستقلون وغيرهم ممن عشقوا الإبداع شعرا ورواية وموسيقى وجدوا في شخصي مثقفا وأخا وصديقا لا أستاذا معقّدا فظّا غليظ القلب متسلّطا يحسب أمثاله في الدنيا قلائل) ومنهم بعض الزملاء الذين ضاقوا ذرعا بتسلّطكم وبصنائعكم وفعالكم هم أيضا شهودي. كانوا يرون في مواجهتي لك ولأمثالك طريقا مؤدية إلى تطهير الجامعة من طبائع الاستبداد. إن مستواك المدرسي البسيط لا يقدر على تمثّل مكانة أعمالي وقد نشر بعضها في جامعات مرموقة منها مثلا جامعة أكسفورد ومركز أبحاث سان جونز كوليج ببريطانيا وجامعة بنيسلفانيا بأمريكا. أعرف أنك حين تخلو إلى شياطينك تشعر بالغيرة والحسد، وهما نارٌ سَقرٌ تأكل حاملها.ك
ما الذي قد فعلْتَ بنفسكَ!؟
منذ سنوات عديدة تركتُ البلاد مُكرها مُصابا بقرَفٍ لا يطفأ جرّاء فعال حضرات الزملاء من أمثالك، وأقمت في قارة أخرى بعيدا عنهم وعنك، ونسيت أنك موجود أصلا. فمن أنتَ؟ ها أنت لم تنسني حتى لكأنك مصابٌ بداءٍ عضال اسمه “داء لطفي اليوسفي“. لقد زعمت، كاذبا أيضا أن وزارة الداخلية في عهد المخلوع منحت كتابي الإيداع القانوني في ظرف 24 ساعة. وهذا كذب وزورٌ وبهتان وفيه غمزٌ وتعريض لن أقاضيك عليه ترفّعا لكنني قد… باطل الأباطيل هذا وإليك قصة الكتاب وأنت والله تعرفها أكثر منّي:م
أولا: يا عبد المجيد لم يكن في نيتي أصلا أن أكتب كتابا أبيّن فيه تهافت مقالاتك وفساد رأيك. فمقالاتك ليست جديرة بذلك. لذلك اكتفيت بكتابة مقال سلمته إلى مجلة الحياة الثقافية في نهاية شهر جانفي 2002. فرحّبت به المجلة واعتبرته فاتحة نقاش علمي فكري سيحرك الساحة الراكدة، وأعلنت عنه على صفحة غلاف عدد فيفري 2002 ضمن المواد التي ستنشر في العدد الموالي مارس 2002. (آنظر الغلاف المرفق) وبعد أسبوع اتصل بي رئيس التحرير وأعلمني أنك ومجموعة من حضرات الزملاء من كلية الآداب منوبة ذهبتم إلى مكتب وزير الثقافة ونجحتم في مصادرة المقال ومنعه من النشر. لذلك صدر عدد مارس 2002 من مجلة الحياة الثقافية دون نشر المقال ودون اعتذار للقراء عن عدم نشره.م
لا أخفيك يا عبد المجيد أن غضبي، يومها، بلغ الزّبى؛ ولا أخفيك أيضا أن يقيني بأن قدرة بعض الجامعيين من أمثالك على ممارسة الإرهاب الفكري قدرة مدوّخة لذلك قمت بنشر الكتاب على نفقتي الخاصة خشية أن تضغطوا على أيّ دار نشر أسلمها إياه. لم أنشر في حياتي كتابا على نفقتي الخاصة وكتبي منشورة في دور نشر مرموقة سواء في تونس أو خارجها. لكن قدرتك وقدرة أمثالك على الكيد والدسيسة والإرهاب الفكري جعلتني ألجأ إلى مطبعة خاصة اتفقت مع صاحبها على أن يكون الكتاب في السوق قبل موفّى شهر مارس 2002 أي قبل صدور عدد مجلة الحياة الثقافية الذي لا يحمل مقالي المصادر. وكان لي ذلك إذ طُبع الكتاب قبل منتصف شهر مارس. لكن فرحتي به لم تدم إلا قليلا، لأن وزارة الداخلية أمرت صاحب المطبعة بأن لا يسلّمني الكتاب. شهرٌ ونصف بالتمام وأنا أتردّد على المصالح المختصّة ولا ألقى إلا التسويف. ولما طفح الكيل توعدت الموظّف المسؤول عن الإيداع القانوني بأنني سأشنّ حملة في الصحف العربية وفي الفضائيات التي تؤمن بالفكر الحرّ وأغلب القائمين فيها على الثقافة والفكر من أصدقائي. وبعد يومين بشّرني صاحب المطبعة بخبر الإفراج عن الكتاب.ك
ثانيا: أنت تعرف ياعبد المجيد أن القراء تلقفوا الكتاب حال صدوره تلقف الناس لمنشور سري خطير. لقد كان الطلبة والزملاء في منوبة وفي كلية 9 أفريل يقتنون الكتاب خلسة وهم خائفون من أن تتحرك آلة العقاب وتعرّض مستقبلهم للخطر.ك
ثالثا: أنت تعرف يا عبد المجيد أن الطلبة الأحرار في كلية منوبة نظموا ندوة احتفالية عند صدور الكتاب في قاعة حسن حسني عبد الوهاب التي غصت بأعداد المتعطشين للفكر الحرّ وهي ندوة حضرها العديد من الضيوف من بينهم وفد من سفارة فلسطين بتونس. وحضرها بعض الزملاء الذين ظنوا أنهم في نجوة من العقاب. لكن واحدا منهم على الأقل كان عقابك له مريرا إذ عطّلتَ ترقياته وتكالب عليه المناكيد من أتباعك الذين يسمونك “مفكرا تونسيا” والحال أنك لست سوى مُخَمِّم تونسي لا بالمعنى الدارج بل حسب تعريف لسان العرب مادة (خمم).ك
نسيتك والله يا عبد المجيد. فمن أنت؟ اندثر ذكرك من ذاكرتي بعد أن تركتُ لك ولأمثالك القارة الأفريقية واسعة وعريضة ولجأت إلى قارة آسيا. لكن ما تعرضتُ له داخل الجامعة من محاصرة وما شهدتُه من عقاب للطلبة الذين يلهجون باسمي أو بعنوان من عناوين كتبي، وما طالني من تشهير وصل إلى حدّ التخوين واستدراج نظام الطاغية بن علي لمحاكمتي باعتباري خائنا للوطن لم يُمح من ذاكرتي أبدا. ذاكرتك انتقائية فعلا يا عبد المجيد! هل نسيت ما فعلتموه، لله درّك! ولله درّ أمثالك ممن حرّضوا عليَّ السلطة! كثْرٌ كنتم، وواحداً واحداً واجهتكم. وحيدا كنتُ ومعي قلمي والصبرُ.
طيلة سنوات كاملة وأنتم تحرّضون وتكيدون وتفترون وتتآمرون على رزقي وقوت عيالي. وكنت أكيل لكم الصاع صاعين وأحيانا ثلاثة أو أكثر بقليل. كُثْرٌ كنتم، ومن بينكم عميد كلية الآداب الذي خوّنني في مجلة “الملاحظ” ووشّى مقاله بصورة له مع الدالي الجازي وزير التعليم العالي حينها كي يرهبني، لكنني انبريت له ولّقنته درسا لا أعتقد أنه سينساه حتى عندما يتلقّاه كلٌّ من منكر ونكير في القبر ويقلّبانه تقليب الحطب على النار. حين أتلفّت إلى تلك الأيام الخوالي لا أملك إلا أن أقول: يا إلهي! ما أبغضكم! هل نسيت يا عبد المجيد؟ نسيت كلّ هذا؟ فيا لك من عبد نسّاء!! لكنك لم تنسني. لم تنس كتابي.ك
أما أنا فنسيتك بالتمام والكلية، فمن أنت؟ لقد نسيت فعال أمثالك، وأحابيل أشباهك، ومكائد أتباعك. رميتُ ورائي زوركم وأكاذيبكم؛ لكنك لم تنسني؛ ولله في خلقه شؤون! غريبٌ أمرك معي، تسع سنوات بلياليها وأيامها مرّت، تسع سنوات بصباحاتها وأماسيها مرّت، تسع سنوات بشهورها وفصولها مرّت على تاريخ نشري لكتابي الذي يبدو أنه أرّقك، وملأ بالشوك والحَسَك مضجعك وبالقذى مسمعك، لذلك ما زلت تحملني بين جنبيك داء عضالا لم تبرأ منه. يا إلهي! ما أحقدك! ففيما أنا منشغلٌ بما يجري في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا والبحرين والصومال وغيرها من بلاد بني البشر أنت ما زلت منشغلا إلى حدّ الهوس بمحمد لطفي اليوسفي، شفى الله سقمك وأعانك على السلوان.ك
أنا على يقين الآن من أن ما قرأته في كتاب “قمران -البحر الميت” صحيح. فلقد جاء في هذا المخطوط أن عزرائيل لم يقبض روح مُسيلمة الكذّاب حين بدأ يلفظ أنفاسه خشية أن يبقى من نتنها في يده عودُ، فكان أن تقدم المكّار الأمهر إبليس الرجيم واختطف روحه النتنة وأجراها في الزمان قائلا: اذهبي ياروح مُسيلمة الكذّاب وتلبّسي بالكذّابين في أرض تونس المحروسة.ك
ما الذي قد فعلْتَ بنفسكَ!؟
يا عبد المجيد أنا لم أخف يوما مشاربي وانتماءاتي الحداثية. لكنني لم أحارب الإسلاميين ولم أخدم مثلك نظاما فاسدا روّعهم ونكّل بهم تنكيلا. كنت ضدّ القمع وضدّ الرأي الواحد والطلبة الإسلاميون كانوا وما زالوا يبادلونني ودّا بودّ ونبلا بنبل. كنت سأهبّ للذّود عنك لو أنك قُمعت في عهد بن علي بسبب أفكارك، لكنك خدمته وخدمت التجمع الدستوري الذي وسّع لك مكانا في داره ومنشوراته، آهٍ لو تتكلّم أحجار دار التجمع في القصبة! لقد وظفوك ثم لفظوك وكذا هي صنائع الطغاة في العالم، إنهم ينتخبون من المثقفين من يرون أنه سهل العريكة وحالما يقضون منهم حاجة ووطرا يرمونهم في العراء ليوظفوا غيرهم. بهذا حدثنا الكواكبي منذ مائة عام بالضبط في كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد. أنا على يقين أنك قد تكون قرأته لكنك لم تعتبر بما قاله حول المثقفين وخدمتهم للمستبدين.
فعبثا إذن، يا عبد المجيد، ترمي غيرَكَ بمعرّاتك السياسية ومثالبك. لقد حاولت في مقالك أن تقلب الحقائق زورا، والحال أن الجميع داخل تونس وخارجها يعرفون أنني لم أمض بقدميَّ يوما إلى باب سلطان. أما أنت ففعالك دالة عليك. لقد كنتَ تلقي محاضرات في دار التجمع (آنظر الغلاف المرفق). وها أنا أذكّرك بأسباب فعلتك تلك: حين عمد نظام المخلوع إلى التنكيل بأتباع حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي رمى بهم في السجون وغصّت بهم الزنازين وذاقوا من العذاب ألوانا وكان أغلبهم من طلابنا في الجامعة. في هذه اللحظة بالذات، استغلّ العديد من أمثالك هذه الفرصة وشنّوا حملة على الإسلاميين طمعا في نيل منصب وتقرّبا من نظام الطاغية. لقد بدأتَ تحاضر في دار التجمع ممنيا نفسك بوزارة الشؤون الدينية. لكنك مضيت في الشوط بعيدا. فبدل أن تكتفي بالتشهير بالإسلاميين مثل ما فعل غيرك من خدم المخلوع وزبانيته، شرعتَ تهدم المقدّس الإسلامي وتعبث بأركان الدين عبثا لا يبعث إلا على الشفقة والازدراء أو السخرية والاستهزاء.م
يا عبد المجيد، يا عضو جائزة السابع من نوفمبر، أعترف قدّام الناس أجمعين أنك بارع في اختيار الوقت الذي تكيد فيه لغيرك، فمثلما انتهزت فرصة تنكيل بن علي بالإسلاميين وسخّرت نفسك في خدمة التجمع الدستوري طمعا في منصب وهميّ، ها أنت الآن تنتهز فرصة تعيينك عضوا في “”هيئة تحقيق أهداف الثورة” لتوهم الناس بأنك معارض. من حقك أن تكذب على نفسك وماضيك، أما أن يطالني كذبك فلاَ. كيف تنسى فعالك وصنائعك؟ إنك حقا عبدٌ نسّاءٌ يظنّ أن “كبار الحومة” ليس لهم ذاكرة تحفظ الوقائع والفضائح والأنباء. لن تقدر على تنظيف غسيلك الملطّخ بالوحل والدياجير على حسابي. فـ”كبار الحومة” يا شرفي ما زالوا أحياء وللأسماء في العربية أضدادها. لو تكلّمت الأحجار في دار التجمّع بالقصبة، لو صدحت بمكنونها الأحجار، لرفعت عقيرتها بالنواح على ثورة أنت حاميها، ولحاميها وحراميها في المتخيَّل التونسي والمتخيَّل العربي حكاية تعرفها الصبيّة الصغيرة والعجوز الورهاء.م
يا عبد المجيد، يا من كنت تحاضر في دار التجمع وفي الجامعة الصيفية للتجمع، لا أريد أن أعرف كم من الدنانير والمليمات تقاضيت على محاضراتك وفيم أنفقتها، والراجح أنها دنانير ومليمات معدودات لا تسمن ولا تغني، لكنني أقول لك كمْ كنت أتمنى أن نخوض نقاشا معرفيا أو علميا يشرّف الجامعة والجامعيين ويكشف لشباب الثورة أن الجامعيين التونسيين لم يخدموا طبائع الاستبداد في دار التجمّع ولم يوظّفوا أنفسهم في خدمة الطاغية المخلوع، لكنك اخترت أن تنزل إلى هذا الدرك. لم تترك لي أيّ خيار وها أنا أخوض معك سجالا لا يليق بي جامعيا شريفا حرّا عمل في جامعة تونس وتفانى في خدمتها مع الطلبة سواء كانوا يساريين، أو إسلاميين، أو قوميين، أو مستقلين ورفع اسمها عاليا حيثما حلّ. وهذا ديدني في الجامعات العربية التي استقبلتني فوسّع لي الطلاب مكانا في قلوبهم ووصلهم صدقي ومصداقيتي وانتصاري للكرامة البشرية المنتهكة في أغلب ديار العرب.م
ما الذي قد فعلْتَ بنفسكَ!؟
يا عبد المجيد، يا عضو جائزة السابع من نوفمبر، لماذا مَنَّ عليك الزّين المخلوع دون غيرك بهذه العضوية. لقد زعمت أنك مناضل، وأنك معارض، وأنك تعرّضت للقمع والحال أنك كنت واحدا من ممارسي القمع والإرهاب الفكري داخل الجامعة وخارجها. سيرتك الذاتية التي كتبتها بخطّ يدك وهي مدرجة في كتاب “أعمال مهداة للأستاذ عبد المجيد الشرفي” الذي أصدرته كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية سنة 2010 تدلّ على أمجادك التي وشّيت بها صورتك، ومن بينها إصرارك على ذكر أنك عضو جائزة 7 نوفمبر وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي في عهد المخلوع، ومحاضراتك التي أصدرها التجمع في شكل كتيبات توزع على الطلبة التجمعيين هي جزء من أمجادك أيضا(آنظر الغلاف المرفق) وما خفي كان أعظم.م
حدَّثونا في طفولتنا عن المرأة التي حرصت فندمت لكنهم لم يحدثونا عن شخص ظلّ يلهث وراء امتيازات الرئيس المخلوع وما يرميه من فتات وينشد في الآن نفسه شرف الانتماء إلى المعارضة.م
يا عبد المجيد، أيها المُخمّمُ التونسي لا بالمعنى الدارج، بل حسب التعريف الوارد في لسان العرب، أعترف لك أنني حين قرأت مقالك وما جاء فيه من تعدادٍ لبطولاتك الثورية وأمجادك الوهمية أيقنت أن الثائر الأشهر إرنستو تشي غيفارا إنما رحل عن الدنيا لأنه كان يعلم أنك ستزاحمه في نبله وثوريته وخصاله، وأنك ستصبح في تونس المحروسة بعد الثورة عضو “هيئة تحقيق أهداف الثورة” ( فيا لعبث الأقدار!! إيْ والله يا لسخرية الأقدار!!)
ما الذي قد فعلت بنفسكَ!؟ يا شرفي “كبار الحومة” ما زالوا أحياء. فمن أنت!؟
للمُرائين والدجّالين والكذّابين في الأرض قاطبة أن يفرحوا ويهللوا فمُسيلمة الكذّاب لم يمت وما زال يقيم بين ظهرانينا. أما أنتم يا شباب الثورة التونسية فبعد أن نادى المنادي: “بن علي هربْ” احذروا من الكذّابين الذين يأتونكم بثياب الحملان لكنهم من الداخل ذئاب خاطفة. يا شباب تونس الأبيّة، يا زارعي الأمل في عيون أطفال العرب أجمعين، افرحوا وتهللوا إن نار الثورة لا تخمد إلى حينٍ إلاّ لتستعر عاتيةً وتكنس الكذّابين والمُرائين والدجّالين وبهذا يشهد تاريخ الثورات في الدنيا قاطبة. سينتصر الجرح على السيف والياسمين على الانتهازيين. واهمةٌ أطماع المتسلّلين الوصوليين، وقبْضُ الريح أحلام المُرائين والمكّارين والكذابين، واهمةٌ كل حرباء تلبس لكل حال لونا ولبوسا: إن دم الشهداء ما زال يصرخ في الشوارع والعراء. وثمة حتما من سيلبّون النداء.م
تذييلٌ لا بدّ منه: ك
إليك الآن يا عبد المجيد خبر ما أنا فاعلٌ بك قريبا: سأتناول مقالاتك المجمّعة مقالة مقالة، فقرة فقرة، سطرا سطرا، كلمة كلمة. وليس قدّامك والله غير صرير الأسنان. ونوْحاً ستنوح راحيل على من أطعمته لُبانا ومرّا، وفي السرّ، سقته لبنا وعسلا وأشياء أخرى. لن تتعزّى راحيل إلا قليلا لأنه من النسّائين.ك