في سلسلة الدراسات التى كتبها الدكتور عصمت سيف الدولة، لتقييم اسباب فشل الحركات القومية في تحقيق الوحدة العربية، تناول قرار حزب البعث السوري بحل نفسه عام ١٩٥٨ كأحد شروط عبد الناصر للقبول بالوحدة مع سوريا.
واعتبر الدكتور عصمت ان هذا دليل كافي على الاعتراف بالفشل، حين يصبح حل حزب ينادى بالوحدة هو احد شروط تحقيقها.
تذكرت هذا التحليل للدكتور عليه رحمة الله، حين قرأت بيان حركة الشعب التونسية ذات المرجعية القومية، التي باركت فيه وايدت قرارات قيس سعيد بتجميد البرلمان، الذى تشغل الحركة فيه عددا لا بأس به من المقاعد التي حصدتها في الانتخابات الاخيرة بأصوات المواطنين التونسيين، نتيجة نضالها ومثابرتها في الحركة والعمل بين الجماهير التونسية.
فكيف يمكن تأييد قرار تجميد برلمان انتم جزء اصيل فيه وركن أساسي من اركانه؟ هل معنى ذلك انكم جزء من ظاهرة الفساد السياسي الذى تم التذرع به لاتخاذ هذه القرارات؟ وفى هذه الحالة ما هو المبرر الشرعي والوطني لوجود الحزب؟ وماذا اذا كنتم انتم الذين تحتلون اغلبية مقاعد البرلمان، هل كان سيكون ذلك موقفكم ايضا؟ وهل يجوز ان نبارك تجميد البرلمان لأننا لا نشكل الاغلبية فيه، ونرفضه حين نكون نحن الاغلبية؟
اكتب هذه السطور، لمخاطبة اشقاءنا من التيار القومي في تونس من تلاميذ عصمت سيف الدولة، لكى يقدموا لنا مزيدا من الشرح والتوضيح لأسباب قبولهم تجميد البرلمان المنتخب الذين هم جزء لا يتجزأ منهم.
ليس فقط من باب محاولة الفهم والاستيعاب، وانما حرصا على مكانة تيار عزيز وعريق، وحفاظا على صورته لدى الرأي العام خاصة من الاجيال الجديدة، ليس في تونس فقط، بل على امتداد الوطن العربي.
ودمتم اخوة اعزاء شركاء في الدفاع عن هذه الامة الكريمة.