ولا خاطر بحياتوا ولا شاف ولاد حومتوا مضروبين بالكرتوش…اللي مات شهيد والي عاش بجرحوا . ولا حس النشوة العظيمة في وسط حشود المواطنين مخلطين مالحوم والجامعات والموظفين والبطالة والنساء، والرجال، والصغار، والكبار.
ما شافش دخلة الطبة والفرمليات بالبلوزة البيضة والمحامين بالروبة الكحلة لشارع لحبيب بورقيبة . وما بكاش كي هبطوا الخدامة وراء قيادات الاتحاد من بطحة محمد على عبر الكاتدرال .
وعرقوا ما سالش وهو يجري يلوج في الماء او اى سائل يرميه للمتظاهرين اللي في باب الداخلية وما عادش صوتهم يجاوب. وما باتش في الشارع والا تحت دروج عمارة والا في برطمان بحذى الكلاريدج ليلتها لانوا الشارع محاصر.
وما سمعش صوت الشبيبة تصيح وقت هجم عليهم الحاكم وخرجهم وبيتهم في دهليز الداخلية. وما نكزشي للسقف يصيح بن على هرب وما خرجشي يفرق في الورد على الجيش الوطني وما شدش عصى مع ولاد الحومة باش يحمي اهلوا وجيرانوا ….
كان كي العادة في داروا لابس نفس البيجاما ونفس البنطوفل اللي مستانس يلبسهم عندوا سنوات . حاطط باكو دخان وقهوة على طاولة بيت لقعاد وصندرية بلار ويتفرج في الجزيرة كيما مستانس تو سنوات الثورة بالنسبة ليه وقتها وثائقي على فضائية يستحق الفرجة.
الثورة اللي عملوها :"هم"…هاذوكم لخرين… احنا يعني …والي طلعتوا لاعلى المناصب هاذيكا لازموا يفسخها لانها تفكروا انوا ماشاركش فيها، لانها الشاهد الابدي على غيابوا في لحظة تاريخية عاشتها البلاد.
تفكروا انوا رغم كل القصائد الي يعمل فيها لتمجيد الثورة فانوا يفتقد الى شرعية للحديث عنها وباسمها. فاختار ان يمحي اللحظة لأنه لم يكن في اعماقها.
ارّخ كيما تحب التاريخ كتبناه سي ديجا.