هناك استراتيجية يتم اتباعها مع رجال الله في فلسطين، حيث يجري تصنيع مؤثرين يبكون مع المدنيين ويهاجمون المقاومة..
هذا النمط من الخبث المصنع في مخابر إسرائيلية والمروج من خلال قفازات عربية.. تم استعماله في ساحات أخرى وهو يضرب عصفورين بحجر؛
أولا : أنت تصطف من ناحية الخطاب والمناحات مع الشارع فتبدو حاملا لهمومهم ملتاعا لمآسيهم وناقلا لمعاناتهم، وتستطيع بذلك أن تشرع في وصلة مزايدات بسقف مفتوح يلهث وراءه الجميع ولا يدركونه.. وفي نفس الوقت ترسم لنفسك طهورية لا تصل إليها الشكوك.. فهل أنت إلا من الناس وإلى الناس..
ثانيا: تنطلق من منصة قصف مريحة تستهدف بها رجال الله على اعتبار أنهم خاطروا بحياة شعبهم وجروا عليهم الويلات وجنبوا عوائلهم مشاركة عامة الناس دفع الثمن.. ولك أن تنطلق من تذمر عادي من المنطقي أن يظهر في أي ساحة حتى التي قادها الأنبياء والرسل فالنفوس ضعيفة وفي مأساة بحجم ما تعرفه غزة.. من الطبيعي أن تبلغ القلوب الحناجر وأن يقول التقي والعادي والشقي متى نصر الله..
لكن هذا الأمر يتحول عند المأجورين إلى شق يعملون على تحويله إلى شقاق وهوة بين المقاومة وحاضنتها الشعبية..
هذا الخبث معروف لمن ألقى السمع وهو شهيد من هي الدول والنظم ودوائر الاستخبارات التي تقف وراءه.. مروجة لأنواع من العلف والمخدرات كالفتنة الطائفية والأحقاد العرقية والصراعات الإيديولوجية العبثية..
ولك أن تعجب لفئات من الناس بعضها يولول ليل نهار بنصرة رجال الله وهم يناقضون ويهجرون نهجهم وخطابهم الوحدوي..
وتضع تلك الفئات نفسها تحت تصرف من يعبثون بهم ويستحمرونهم من وراء الستار حتى حولوهم إلى مكلوبين بالفتن شرسين في خوض معاركها الغبية.. يضنون بذلك أنهم يحسنون صنيعا..
هكذا مثلا تم القضاء على الثورة في تونس.. تم فتل حبل لها من شعاراتها واخترقت من قبل من سرق أرقى أحلامها.. مستفيدا من غفلة وإخفاق السذج ممن عقد فيهم الرجاء لقيادة سفينة التغيير..
فكان ما كان..
الطوفان أسقط الأقنعة وكشف العورات.. تماما كما أبان عن معادن رجال الله في الميدان وجعل العالم كله يتعرف إلى يمان الحكمة ومن هم أنصار الله هناك.. كما جعلهم يتعرفون إلى المقاومة العراقية بعيدا عن أفلام الدواعش وموروثات التشكيلات الإرهابية للبعث الدموي..
نصيحة إلى أراعن الفرارات:
تواضعوا.. إجلسوا أرضا.. واستمعوا مجددا للملثم.. فلقد نبهكم مرارا وتكرارا.. إلى من هي المقاومة.. ومع من تقف.. وما هي أولوياتها..
بعدها قرروا:
النباهة.. أم الاستحمار؟