كلما تهاوت "النهضة" وانتبه الشعب أنها حركة تخطئ كثيرا، مثلها مثل كل تكتل سياسي، بادر شق من الأغبياء (مثقفون وأحزاب ونقابات وفنانون) إلى تطعيمها من جديد، والتحشيد لها من حيث لا يدرون.
لا أدري، كيف غابت عن عقول هؤلاء، قدرة النهضة وشيخها على "ملاعبة" و"مداعلة" كل من واجهها بطرق لا تخلف إلا حقيقتين لا ثالث لهما:
1- مزيدا من التعاطف مع النهضة من الأغلبية الصامتة، ومن كل ذي رأي حجاجي صرف.
2- ندم وتخبط، ثم تفتت في غرمائها المراهقين. حين اجتمع النداء بتفريعاته كلها (يسارا ويمينا وما بينهما من سقط المتاع)، نسي أيضا من سار في هذا الركب الفنطازي/المركب، تاريخ الحركة منذ نشأتها، وأن أحابيل النظام - مباشرة أو عبر وسطائه من أشباه المثقفين والنقابيين والشعب الدستورية- لن تفتّ في قوم ذي مشروع... كم كنت أتمنى لو قبل التيار بمغامرة كانت ستكلفه أقلّ مما هو مقبل عليه في الأشهر القادمة...
افتراض الناس حسن الظن في التيار والائتلاف كان كافيا ليقوما بدوريهما الوطني بكشف كل مستور، ولو لم يكونا على رأس وزارات سيادية. فأغلب من نعرفهم من الحركتين كانوا سيؤدون أحسن وهم في "طمبك المعمعة" لا على تخومها نُظّارا وبرباشة ونبارة باسم معارضة نعلم مبدئيا أنها من ترف السياسة. لم أتحدث عن حركة الشعب، لسبب بسيط؛
أنها أولا كذلك الشيخ الخرنان في منزل كبرت الصبية فيه، وتزوج أغلبهم فما عادوا مهتمين لرجع صداه السلفي، ثم هي امتداد للبيروقراطية النقابية التي لولاها لكان المركز الوطني للإحصاء يقدم كل شهر نسب تنمية بعددين… سننتظر كثيرا، حزبا براغماتيا يناطح النهضة؛ حزبا يحترم الهوية الوطنية دون مواربة، ويقترح حلولا "معقولة" للتردي التربوي والثقافي والاقتصادي بالنظر لما يصير في العالم (وليس من مفردات كتبه الصفراء).